وفيما هو جالس يوماً يكلّم الإخوة قال لهم:
لا تظنوا من أجل الأشفية الجسدية إنـها آيات (معجزات) إنما الآيات الحقيقية هى الأشفية النفسية (الروحية). فإن أردت أن تكون صانع معجزات فأنا أريك الطريق المؤدية إلى ذلك:
- إذا كان إنسان بعيداً عن معرفة الله ساجداً للأصنام (توجد فى أيامنا هذه أصنام كثيرة يتعبّد لها الناس مثل المال والجمال الجسدانى والمادة والفلسفات الإلحادية وغيرها) فأتيت به إلى معرفة الله خالقه فها أنت أحييت بالحقيقة ميتاً.
- إن إنت رددت إنساناً من ذوى البدع فى الدين إلى معرفة المسيح الحقيقية فها قد فتحت عينى أعمى.ةإن أنت صيرت يد محب المال رحومة فها قد شفيت يداً يابسه.
- إن أنت صيّرت الزانى عفيفاً فها قد أطفئت ناراً وأخمدت لهيباً.
- إن أنت أرشدت الجاهل إلى معرفة الكتب فها قد عافيت أصماً.
- إن أنت جعلت الكسلان نشيطاً فها قد أنـهضت مخلّعاً.
- وإن أنت جعلت الغضوب وديعاً فها قد أخرجت شيطاناً.
فعن غير هذه المعجزات لا تسأل.
(من كتاب سيرة ونصائح القديس العظيم الأنبا باخوميوس أب الشركة. لنيافة الأنبا متاؤوس أسقف ورئيس دير السريان العامر).