الزّهق من كل شئ

س: واحد بيقول ما رأى قداستكم فى إنسان عنده أحساس أن مكانه ليس فى البيت الذى يعيش فيه ولا فى الكلية التى يدرس فيها ولا فى الكنيسة التى يذهب إليها. ماذا يفعل حتى يستطيع تحديد مكانه ؟

ج: بتمر على الإنسان أوقات يكون زهقان فيها من كل حاجه. فالتعب ساعات ما يكونش فى البيت ولا فى الكلية ولا فى الكنيسة إنما التعب جواه. واحد زهقان، كل حاجه شايفها.. زهقان منها. فياريت تفكّر فى الموضوع دا هل إنت من هذا النوع ولا لأ ؟ يعنى عمليه زهق من كل حاجه. وما تمشيش بالأحساسات.. ما تمشيش بالأحساسات.

+ وأحب أقول لك ملاحظتين أساسيتين فى كل هذه الأمور. لنفرض إن واحد حاسس أن البيت دا ما لوش مكانه فيه.

أول ملاحظة: هل تسند هذا الأحساس أسباب يقينية عقلية ثابتة ؟ ولا مجرد أحساس وبس وما فيش أى سبب يقينى يدعو إليه ؟ دى أول نقطة بينك وبين نفسك.

+ تانى نقطة: أفرض إن البيت دا مش عاجبك، هل عندك بيت أفضل منه تروح له ؟! ولا تخرج من البيت إلى فراغ وإلى المجهول ؟! دى نقطة لازم تكون فى مخك.

زى واحد يقول أنا مش عاجبنى الشغل اللى أنا فيه.. أستقيل منه. نقول له طب يا حبيبى قبل ما تستقيل، هل لقيت شغل أحسن منه ولا تستقيل وتقف فى فراغ تبحث عن المجهول ؟! النقطة دى لازم تكون ثابتة فى ذهنكم. ناس كتير بيزهقوا من الوضع اللى همّا فيه وما فيش فى أيديهم ما هو أفضل. يعنى زى صاحب السؤال دا.. زهقان من الكلية، هل فى أيدك كلية أفضل ؟ زهقان من البيت، هل فى أيدك بيت أفضل ؟ مش بيت أفضل فى الخيال ولا كلية أفضل فى الخيال يعنى حاجة ممكنة وعملية وتقدر تخرج من هنا تروح على هنا. واحد مرة جانى قال لى أستقلت من شغلى.. طب يا إبنى لقيت شغل تانى ؟ لسه ما لقيتش. طب مش كنت تدوّر وبعد ما تستلم شغل تانى تبقى تستقيل !! أهو قاعد فى الشارع. دوّر باستمرار على البديل الأفضل قبل ما تزهق.

+ وجايز الشيطان يحارب الإنسان بالملل.. الملل والضجر والكآبة وعدم الرضى والحزن. فيه شيطان بيحارب بكدا. فإنت ما تخضعش للحاجات دى.

س: ماذا يفعل حتى يستطيع أن يحدد مكانه ؟

ج: برضه زى ما بأقول لك فكّر هل فيه وضع أفضل ولا لأ ؟ وقارن بين الأتنين. مش بس أفضل.. أفضل وممكن وعملى. زى اللى ما يعجبهاش جوزها وتسيبه وهى مش عارفه تروح فين، وبعدين تخرج وما تلاقيش زوج غيره. دايماً الواحد يفكّر إيه اللى بعد كدا. فى كل خطوة تخطوها فكّر إيه اللى بعد كدا.. إيه اللى بعد كدا. لأن ناس كتير بيخطوا خطوة لبرة ومش عارفين بعد كدا يجرى إيه. فكّر إيه اللى بعد كدا (الإرادة كيف تقوى وكيف تضعف 20/10/1978).

أضف تعليق