عائد من ألمانيا

س: أنا شاب عائد من المانيا الغربية بعد فترة غربة من عام ونصف ولا أعرف أن أسلك فى مصر هنا بعد معاناة نفسية للفارق الإجتماعى والسلوكى ويشعرون فى كنيستى إننى أصبحت عثرة لهم، هل أقترب من الكنيسة أم أبتعد ؟

ج: يا أخى عندنا فى الكنيسة ناس كتير من المانيا ومن أمريكا ومن أوربا ومن حتت كتير، أشمعنى إنت يعنى ؟! وإيه الفارق .. وعندنا شوارع مسفلتة وكباري .. وكبارى علوية وكل حاجة. صدقنى الحالة الاجتماعية فى مصر أفضل بكثير من ألمانيا وإنجلترا وباقى بلاد أمريكا ها أقول لك ليه، يعنى حاجة بسيطة بصفتى زرت بلاد كتير من النوع دا يعنى. يعنى خد بالك زى إنجلترا وألمانيا زيها برضه ما فرقتش الإنسان بيشتغل من 6 الصبح ويرجع 6 بالليل أو 7 بالليل، يدوبك يتعشى ويعقد فى بيته شوية وينام ويستعد ليوم تانى. ولذلك مافيش صِلات اجتماعية، مافيش تذاور، مافيش علاقات، مافيش جار بيزور جاره. مافيش حاجة أبداً. يتفضل يوم السبت يعمل شوبنج يعنى يمر يبضّع على المحلات يجيب الحاجات اللى عايزها يحطّها فى الثلاجة أو فى البلكونة. فى انجلترا االبلكونات كلها ثلاجات .. كله يعنى .. ثلاجة طبيعية مش كذا قدم هى كلها كدا. ويوم الأحد يبقى ويك ايند (week End) يخرج يتفسّح ومافيش أى علاقات اجتماعية .. خالص. دا عندنا هنا فيه صداقات وفيه محبة، ولو الواحد عيى أو تعب يلاقى كذا جار واقف جنبه ويلاقى الناس بتحب بعض يعنى مش زى هناك. هناك نادر إنه يوجد يحبوا بعض. على أيّة الحالات إنت خش الكنيسة أحضر القداس وأتناول وأمشى لكن ما تبصلهمش من فوق، خليك متواضع كدا ومش إنت أول واحد راح ألمانيا. وتأكد إنك إنت ها تنبسط. إن ما إنبسطّش ورجعت تانى .. طبعاً على رأى المثل كل واحد ينام على الجنب اللى يريّحه، الحتة اللى تستريّح فيها أقعد فيها. لكن ممكن إنك إنت تتقابل مع الناس وتقابلهم بمحبة وتقابلهم ببشاشة ويشعروا إن سفرك برة ما غيرش نفسيتك ومأثرش على علاقاتك لأن دى مش كويسة فى حقك (أنت تسأل وقداسه البابا شنوده الثالث يجيب ج6 16، 23/04/1986).

أضف تعليق