أبناؤنا فى المهجر. مسئوليتك تجاه كنيسة المهجر. للقمص تادرس يعقوب.

نظرتك إلى كنيسة المهجر:

لكى تعرف التزامك نحو إخوتك يليق بك أولاً أن تتفهم مركز كنيسة المهجر وما هو عملها ؟

لم تعد كنيسة المهجر مجرد جماعة من الأقباط خرجوا يطلبوا فرصاً للعمل أفضل أو للعلم الخ … لكنهم يمثلون فى أعماقهم كنيسة حية لها رسالة غاية فى الخطورة هى الشهادة لمخلص العالم وسط العالم الحديث، أو قل هى امتداد للعمل الرسولى الحق المنطلق بفكر أرثوذكسى روحى صادق.

تجمعات الأقباط فى أى بلد ـ زاد عددهم أو نقص ـ لا يحمل جانباً تعصبياً، إنما يلزمهم أن يشهدوا بصدق وأمانة للروحانية المسيحية الشرقية الأصيلة.

بمعنى آخر، الله سمح بالهجرة لهذا العدد الكبير، لا لمجرد نفع مادى، ولا لتقدم اجتماعى، ولا للدعاية للأقباط من جهة عقيدتـهم وكتابات آبائهم وعلمائهم وشهدائهم، إنما يليق بـهم أن يتعرفوا على رسالة أهم أعمق: أن يحملوا روح الحق، بالعمل لا بالكلام، بالحياة لا بالكتب، بالعبادة لا بالدعاية.

لست أكتب هذا للمهاجرين فحسب بل لكل قبطى فى أرض الوطن كى يدرك حقيقة واجبة على ضوء رسالة أخية فى أرض المهجر …

وبمعنى آخر أن رسالتنا هى الحفاظ على روحانية أخوتنا، من أجل تحقيق رسالتهم فى الغربة.

ارتباطك بـهم:

كنيسة المهجر ليست غريبة عنك، بل هى واحد معك، ترتفع بارتفاعك، وتنحدر بانحدارك. إن ارتفع قلبك نحو الله، حمل معه قلوب أخوته، مهما كان البعد المكانى …

من هنا يليق بالكاهن القبطى ـ إينما وجد ـ أن يرفع القرابين لا عن ضعفه فقط. ولا عن أخوته وشعب كنيسته فحسب، بل وعن الكنيسة الممتدة من مشارق الشمس إلى مغاربـها …

خلال المذبح يستطيع كل كاهن أن يقيم فى أرض المهجر بناءاً روحياً فعالاً، كما يستطيع كل مؤمن أن يتقدم من خلال مخدعه إلى إلهه حاملاً بالحب العالم كله، مصلياً فى غيرة أن تتمم الكنيسة الجامعة رسالتها.

لا تقف الرابطة عند الصلاة وحدها، لكنه يلزمنا مشاركتهم بالحب فالمهاجرون يشعرون بالغربة، متغربون عن عائلاتـهم وبلدهم، ومحرومون من الكثير من الطقوس الكنسية واللقاءات مع الرعاة، والتمتع ببركات زيارات الأديرة والتبرك بأجساد القديسين …

انـهم محتاجون إلى التصاقك بـهم بالقلب والعمل … خلال الكتابة اليهم على المستوى الفردى، وخاصة إن سجلت لهم بين الحين والآخر ما يدور بيننا من احتفالات روحية بأعياد القديسين وأصوام ومناسبات … فإن مثل هذه الأمور تعتبر خدمة لا يستهان بـها، خاصه إن كان المهاجر الذى تكتب إليه فى قرية بعيدة عن الكنيسة هناك، فربما لا يشترك فى القداس الإلهى إلا مرة كل عدة شهور، وربما يحرم من الشركة فى الأعياد، كما قد ينسى الأصوام، وقد يلهيه العالم عن التوبة إلخ …

ارسال النبذات والكتيبات والكتب الدينية بالعربية، لها أثرها العميق فى حياتـهم. فكثيرون منهم يشتاقون لقراءة أى شئ بالعربية: أى كتاب أو مقال أو رسالة … فإن قدم لهم طعام روحى تحولت الأشواق إلى حياة وشركة مع الله.

ارسال التسجيلات من ألحان وتسابيح كنسية لها فاعليتها أيضاً.

… وللمقال بقية …

(مجلة الكرازة: الجمعة 9 مايو 1975 العدد الـ 19 السنة السادسة)

أضف تعليق