أسئلة وإجاباتـها لقداسة البابا شنوده الثالث:

قداس فى يوم عيد الأم أو عيد الأسرة

س: كيف يمر علىّ عيد الأم ووالدتى قد أنتقلت إلى الأمجاد السماوية منذ حوالى شهرين ونصف ؟

ج. طبعاً الأمجاد السماوية دى بعد القيامة قول أنتقلت إلى الفردوس، إلى كورة الأحياء، حاجات زى دى ؟ لازم تعرف إن كلنا ها نموت. مافيش حد مش ها يموت ولازم تعرف أيضاً إن والدتك دخلت فى حياة أفضل. الموت ليس نـهاية حياة إنما هو بداية حياة، وبداية حياة أفضل. بولس الرسول بيقول لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً. ومش عايز محبتك لوالدتك تكون أكتر من محبتك لربنا. أيوب الصدّيق لما توفى جميع أولاده قال: الرب أعطى الرب أخذ ليكن اسم الرب مباركاً فى كل حين. ربنا يعزيك يا إبنى وما تتضايقش يعنى المحبة اللى فى قلبك نحو والدتك خليها فى أخواتك، خليها فى بقية قرايبك ويوم 21 أطلب من أجلها. يعنى يوم عيد الأم بنكرّم الأمهات اللى عايشين ونصلّى من أجل الأمهات اللى أنتقلوا فإنت تخليهم يرفعوا قداس من أجلها. هو بيقترح إن كل كنيسة تصلّى قداس على أرواح الأمهات والآباء الذين أنتقلوا والأمهات والآباء الذين يعيشون بين أبناءهم يتناولون من الأسرار المقدسة وبذلك يكون يوماً روحياً بالكنيسة فى يوم عيد الأم أو عيد الأسرة. أقتراحك أقتراح جميل ولطيف وأنا إن شاء الله أبعته لجميع الكنائس أو ننشره باسمك فى المجلة ونعمل قداس يوم عيد الأسرة أو عيد الأم من أجلهم جميعاً … وربنا يعزيك (داود النبى ج1 09/03/1994).

fasting

س: واحد بيقول أنا دخلت مستشفى يوم 11/04 لعمل تحليل دم صايم وفاطر بعد أن أخذوا عينه الدم أكلت هذا اليوم أكل فطارى ـ  وليه يا إبنى ؟! ـ علماً بأنى أخذت حِل من أب أعترافى بـهذا اليوم ؟

ج: علشان إيه تاكل أكل فطارى ؟! ساعات لما يكونوا عايزين يعرفوا مثلاً المرارة ماشيه إزاى، والمرارة بتتعامل مع الدهون، فييجى الطبيب يقول لك كل بيضة … كل فطيرة مشلتتة … أى حاجه علشان يشوفوا المرارة بتفرز لهضم الدهون ولا لأ ؟ فحجمها يصغر ولا لأ ؟ فاكر زمان مرة طبيب حب يعمل لى كشوفات وقال لى حاجة زى كدا، قلت له ما دام عايز دهون إيه رأيك واحد ياكل حته حلاوة طحنية وكلها دهون … مش كلها دهون ولا تطلع إيه ؟! كلها زيت … زيت سمسم وعليهم شويه سكر، وفعلاً جرب التجربة وطلعت مظبوطة. هو لازم تاكل دهون يعنى تاكل بيض مقلى، ممكن تاكل حتة حلاوة طحنية وفيها دهون. مافيش داعى أبداً أنك أنت تاكل أكل فطارى. إلا لو انت أنتهزتـها فرصة علشان تتهرب من الصوم … لكن بصراحة ما ليكش حق. بصراحة كدا يعنى. وأيضاً لما تروح عند دكتور علشان يعمل لك كشوفات ويقول لك تاخد دهون مثلاً، روح عند دكتور متدين يفهم الصوم وقواعده. مش يقول لك يللا ماعليش النهار دا (أنت تسأل وقداسة البابا شنوده الثالث يجيب 05، 12، 19/04/1989).

س: على أى أساس اليهود رفضوا السيد المسيح ؟

ج: أولاً اليهود كانوا ينتظرون مسيحاً يعيد لهم مملكة داود وسليمان وينقذهم من حكم الرومان ولذلك لما هتفوا للمسيح فى يوم أحد الزعف قالوا مبارك الآتى باسم الرب مباركة مملكة داود أبينا. الآتية باسم الرب. فالمسيح قال لهم مملكتى ليست من هذا العالم ورفض المُلك الأرضى لذلك رفضوه دى نقطة.

تانى نقطة: إن السيد المسيح رفض تعاليمهم الحرفية ودخل فى عمق الشريعة فتضايقوا منه لأنه كان يصنع معجزات فى السبت مثلاً وأعتبروه ضد الشريعة. لذلك رفضوه.

وأيضاً كان يحسده رؤساء اليهود ويظنون أنه سياخذ مركزهم. علشان كدا بعد معجزة لعازر قالوا هوذا الكل قد صار وراءه … والحسد والغيرة خلّوا الرؤساء يرفضوه وأثاروا الشعب. لكن الشعب كان بيحب المسيح فى جملته لولا إن الرؤساء أثاروه وغيّروا فكره (من يغضب على أخية باطلاً 04/02/1987).

لا ملاك ولا … أئتمنته

س: فى صلاة الصلح فى القداس الغريغورى بنقول لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبياً أئتمنته على خلاصنا. فلماذا لم يأتمن الله كل هؤلاء على خلاص الإنسان ؟ ولم يكن فى أستطاعة كل واحد منهم ؟

ج: لأن كان لابد إن الذى يقّدم الخلاص يكون غير محدود … غير محدود ليقدّم غفراناً عن جميع الخطايا لجميع الناس فى جميع العصور. وطبعاً لا ملاك غير محدود ولا رئيس ملايكة غير محدود ولا نبى غير محدود كان لابد من تجسد الله الكلمة (مشاعر المسيح فى الأسبوع الأخير 03/04/1996).

س: إن كان المسيح قد أتخذ جسد إنسان فكيف أستطاع أن يصوم 40 يوم دون طعام ؟

ج: طب وأنت زعلان ليه وبتقول الكلام دا على المسيح ما موسى صام 40 يوم أيضاً دون أن يأكل طعاماً وايليا صام أيضاً 40 يوماً دون أن يأكل طعاماً. ما تنساش حاجة مهمة هنا فى مسألة الصوم … السيد المسيح حتى من الناحية البشرية البحتة كان ناسوته كاملاً ولم تكن فيه أيّه أمراض أو ضعفات. يعنى إحنا نتيجة حياتنا اللى بنغلط فيها كتير ساعات صحتنا بتبقى محطّمة. لكن المسيح كان فى قوته ولم يضيّع صحتة فى أى خطأ من الأخطاء لذلك كان ممكنا إنه ممكن يصوم الـ 40 يوم والـ 40 ليلة. موسى لما صام 40 يوم كان عمره 80 سنة أو أكتر شويه لأنه قضى 40 سنة فى أرض مصر و40 سنة فى البرية ورجع مع فرعون ونـهايته وخرج للبرية لما تلقى الوصايا كان أكتر من 80 فإذا كان موسى اللى عمره 80 قدر يصوم يبقى المسيح اللى عمره 30 سنة ما يعرفش يصوم. إحنا بنحكم على الظروف الحاضرة البشرية اللى ورثت مجموعة من الأمراض والضعفات والأجساد المنهكة والمرهقة والتعبانة اللى ما تقدرش تصوم، كذلك التعود النفسى مش موجود زى زمان الإنسان لما بيتعود على إنه ما ياكلشى جسمه بياخد على كدا ومعدة الإنسان زى البالونة كل ما تنفخها توسع وتكبر وتاخد كمية كبيرة من الأكل وإن نقصت تتعب. تضيّق عليها وما تديهاش كتير برضه تضيق شويه وما تطلبش كتير (الكبرياء 23/03/1988).

الأخوة الأدفنتيست والأعتراض على كل الصيامات

س: واحد بيقول سألنى أحد الأخوة الأدفنتيست بأنه لا يوجد فى الكتاب المقدس ما يفيد صوم الأربعين يوماً وباقى أصوام السنة فهل هذا صحيح ؟

ج: طبعاً هذا الشخص الأدفنتستى أولاً ليس مسيحياً على الإطلاق، واخد بالك من الكلام دا الشخص الأدفنتستى دا ليس مسيحياً على الإطلاق. مع إنـهم يؤمنوا بالإنجيل. لكن الأدفنتيست فى كتبهم يقولوا إن المسيح هو الملاك ميخائيل وطبعاً الكلام دا مش ممكن واحد مسيحى يقول كلام زى كدا. ولا يؤمنون بخلود النفس ولا بالأرواح إطلاقاً. يقولوا لما الإنسان يموت روحه لا تحس ولا تدرك ولا تشعر ولا تعرف ولا تعلم ويبقى مات جسداً وروحاً وطبعاً الكلام دا ضد كل ما يختص بالأرواح وبالقديسين وبالشفاعات وبخلود النفس. ولهم أعتقادات فى المجئ الثانى لا توافق عليها الكنيسة إطلاقاً. وعلى ذلك سموا أدفنتيست. كلمة أدفنتيست يعنى مجيئيين. لأنـهم ليهم أعتقادات فى مجئ المسيح مش مظبوطه. فأنا نصيحتى ليك تبعد عن الأخ الأدفنتستى دا وإلا كل يوم والتانى ها يجيب لك شكوك جديدة ويتعبك. الكتاب بيقول: إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بـهذا التعليم فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام ومن يسلم عليه يشترك فى أعماله الشريرة. اللى ييجى يلخبطك أبعد عنه.

+ أما صوم الأربعين المقدسة فقد صامها السيد المسيح وموجودة فى متى: 4 ، ولوقا: 4. وإحنا بنصوم الصوم الذى صامه السيد المسيح. لأنه إذا كان المسيح قد صام عنّا فعلى الأقل نصوم نحن عن أنفسنا. والأدفنتيست ما عندهمش صيامات خالص. ما هو بيقول لك ولا يؤمن بأى صوم بالتالى لا يؤمن بسلطان الكنيسة ولا بالرسل ولا بالقوانين ولا بالترتيبات الكنسية … أبعد عنه اللى زى دا، أبعد عنه أحسن لك. ويسمّوهم الأدفنتست السبتيين لأن ليهم أعتقادات فى السبت، ويعتقدوا إن يوم الرب هو يوم السبت مش يوم الأحد. دول يا إبنى خليك بعيد عنّهم أحسن (شخصيات الميلاد 02/01/1991).

كلمة قداسة البابا شنوده الثالث في نياحة القمص بيشوي كامل

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

+ يا أخوتى ما أصعب أن تتحول الحياة إلي قصة. وما أصعب أن المعلم يتحول فيه الصوت إلي صمت. وما أصعب أن إنسانا كنت تراه بنظرك بالعيان لا تعود تراه إلا بالإيمان. ولكننا بالإيمان لنا رأى آخر فى الموت وخصوصا بالنسبة إلي أرواح معينة.

ابونا بيشوى كاملهناك أشخاص يعيشون على الأرض ويقضون حياتـهم وكأنـهم لم يعيشوا. وهناك أشخاص يعيشون فترة فيحولون مجرى الأمور ويكون لهم تأثير فى كل أحد وقد كان القمص بيشوى واحد من هؤلاء. كان من الأرواح الكبيرة من الطاقات الضخمة التي أستخدمها الله فى بناء ملكوته. مرت سنوات على الخدمة الروحية في الإسكندرية ولكن عندما دخل هذا الإنسان فى الخدمة رأى الناس عصراً جديداً وأسلوباً جديداً ما  كانوا يعرفونه من قبل بدأت خدمه روحانية من نوع خاص أسلوب الخادم الذي يأخذ من الله ويعطى للناس، الشخص الذي لا يخدم من ذاته إنما يمتلئ من الله لكي يفيض على الآخرين. وشعر الناس أن عملاً روحياً قد بدأ فى هذه المدينة المحبة للمسيح. كان القمص بيشوى مجموعة من المواهب من الناحية العلمانية ومجموعة من المواهب من الناحية الروحية. من الناحية العلمانية كان إنساناً مثقفاً حصل على بكالوريوس العلوم وليسانس فى الآداب وتخصص فى علم النفس وفى التربية وحصل على بكالوريوس فى العلوم اللاهوتية. وكان شعلة من الذكاء وكان طاقة من نشاط وكانت له مواهب عديدة تكفل لمثلة أن ينجح فى الحياة الدنيا لو أراد. ولكنـه إتجه اتجاهاً روحياً نحو الله وصارت له مواهبه الروحية كإنسان ممتلئ من محبه الله، ممتلئ من الغيرة المقدسة، ممتلئ من محبه الناس. له فضائله التي يمتزج فيها الوداعة بالشجاعة وهكذا بنى هذه الكنيسة المقدسة بنعمة من الروح القدس وهكذا صارت كنيسة مار جرجس باسبورتنج مناراً كبيراً فى الإسكندرية فى القيادة الروحية وفى حياه الفضيلة والالتصاق بالله. وامتد نشاطه إلي كنائس عديدة فأنجبت هذه الكنيسة جملة من الكنائس من بناتـها الكثيرات، كنيسة تكلا هيمانوت بالإبراهيمية وكنيسة العذراء بكليوباترا. وكنيسة الملاك فى مصطفى باشا. وكنيسة الحضرة وكنائس أخرى. كل الذين اشتغلوا فيها من تلاميذ القمص بيشوى من أولاده وأصبحت الحياة الروحية جواً معيناً فى الكنيسة.

+ القمص بيشوى نحزن على رحيله إن كان فرداً من الأفراد لكن لم يكن فرداً إنما كان مدرسة وهذه المدرسة مازالت باقية وما تزال تعمل وروح القمص بيشوى فى كل فرد من أفرادها كلهم صورة منه ومثال وعلى شبهه ومثاله يخدمون. وهذه الأرواح الكبيرة مثل روح القمص بيشوى لا تنتهى بانتهاء العالم، أنا أبحث هذا الأمر من الناحية اللاهوتية فأرى الأتي: هل من المعقول أن روحاً كبيرة وهى مقيدة بقيود الجسد تعمل بكل نشاط فإذا انحلت من قيود الجسد لا تعمل شيئا. مستحيل … إن الأرواح القوية هي أرواح عاملة باستمرار. تعمل فى الجسد وتعمل وهى منفصلة عن الجسد. تعمل فى الأرض وتعمل إن انتقلت إلي السماء. ولا يمكن أن تكون روح قوية وطاقة كبيرة. لا يمكن أن تكون معطلة فى السماء  فليس هذا الأمر يتفق مع حكمة الله له المجد. إنما هذه الأرواح بعد أن تنطلق من الجسد تكون لها معرفة أكثر وطاقة أكثر وحرية في العمل أكثر وهى في السماء تكون لها صلات أكثر. أقصد بالصلات إنسان في السماء يستطيع أن يلتقي بأرواح القديسين الذين رقدوا من قبل، بأرواح الرسل والأنبياء. بأرواح الملائكة. يستطيع أن يتحدث مع هؤلاء وأولئك. يستطيع أن يعمل من أجل الحق. ومن أجل البر مع الله وملائكتـه وقديسيه من أجل البشر وخيرهم  ولا شك أن إنسانا عاش على الأرض فترة طويلة في محيط الخدمة يعرف ما في الأرض من مشاكل ومن متاعب يستطيع أن يعرضها بقوة أكثر وبوضوح أكثر أمام الله ويأخذ منه معونة. ولذلك أنا أوافق الأب الموقر القمص تادرس يعقوب في إن عمل القمص بيشوى سوف لا يتوقف بعد خروجه من الجسد بل سيزداد ونحن نرى في أرواح كثيرين من القديسين والآباء أن عملهم استمر بعد موتـهم. انظروا إلي السيدة العذراء وقد انتقلت من العالم ما تزال تعمل من أجل الناس وما تزال تعطى معونة وبركه وخدمة للآخرين. انظروا إلي روح شخص مثل مار جرجس انتقل من الأرض ولكن ما يزال يعمل وينتدبه الله لخدمة كثرين على الأرض وتقديم المعونة لهؤلاء وأولئك. وأنا أثق أيضاً إن القمص بيشوى سيكون من هذا النوع الخادم ومن الأرواح الخادمة التي يرسلها الله لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص.

+  وكان هذا الإنسان فيه صفات جميلة تعجب كل أحد. كان رجلاً مؤمناً وقد عمل معه الله الكثير. كان ممكناً أن ينتقل القمص بيشوى من العالم منذ سنه أو أكثر. لكن معجزة حدثت له من العذراء مريم استبقته على الأرض فترة أطول لخدمة الآخرين وكان واثقاً تماماً من علاقته بالرب. ويعجبني أيضاً فى إيمانة انـه ما كان يخاف الموت على الإطلاق كان يعرف خطورة مرض شديد. أي طبيب يستطيع أن يقدّر عواقبه إذا كان هذا المرض الصعب قد وصل إلي النخاع واتصل بكثير من أجهزة الجسد وكان يعرف تماماً  مرضه بكل تفاصيله. فالأطباء فى لندن فى منتهى الصراحة يقولون للمريض كل ما عنده من مرض بصراحة كاملة ووضوح وعندما أجريت له عملية فى إنجلترا قيل له ان نسبة النجاح فيها ضئيلة جداً وإنـه قد يموت أثناء العملية، قيل له هذا. ومع ذلك ما كان يخاف الموت وما كان يهتم به. ما اعجب قول أحد القديسين إن مخافة الموت ترعب قلب الرجل الجاهل أما الإنسان البار فيشتهى الموت كما تشتهى الحياة.

+  نحن يا أخوتي نخاف الموت إذا كنا فى شك من جهة حياتنا بعد الموت. أما إذا كانت صلتنا بالله قوية ولنا رجاء في الحياة الأخرى حينئذ لا يكون الموت سوى جسر ذهبي يصل بين الأرض الفانية والأرض الباقية إلي الأبد ينقل الإنسان من حياة مادية إلي حياة روحية. ينقله من عشرة الناس إلي عشرة الملائكة والقديسين ولهذا نحن نقول فى صلواتنا، مخاطبين الرب: لأنـه ليس موت لعبيدك بل هو انتقال.

+ كنت منذ سنوات طويلة لا أستطيع أن أتصور كنيسة اسبورتنج بدون القمص بيشوى وأيضاً الآن اعتقد أيضاً انه فيها لأنه من غير المعقول أن تعب سنوات طويلة فى الخدمة ينساه الإنسان عندما ينتقل  إلي العالم الآخر.

+ أطلب من الرب لهذه النفس المباركة نياحاً في فردوس النعيم. وأطلب عزاء لجميع محبيه وأولاده ومن الصعب أن أحصيهم عدداً. وأقصد بالعزاء مجرد عزاء الفراق وليس عزاء المصير لأن الجميع يثقون بالرب في مصير هذا الإنسان البار. ولكن الفراق يتعب النفوس التي ستحرم من أحباءها ولو فترة. وإذا كان محبوا القمص بيشوى يحبون أن يلتقوا به فليعملوا بنفس أسلوبه حتى إذا غادروا هذا الجسد يلتقون به هناك. إذا كان هناك إنسان بار وإنسان خاطئ من الصعب أن يلتقيا في الأبدية.أما إذا صارا الاثنان في البر فسيلتقيان ولو بعد حين. الله أراحه من ألام هذا المرض التي كان يحتملها في صمت شديد وفى صبر أشد ولا يظهرها على ملامحه لئلا يتعب الذين حوله.

+ أخيرا أعطاه الرب أن يستريح من آلامه ومن ثقل هذا الجسد الذي تحطمه الأمراض لكي يعطيه في الأبدية جسداً روحانياً نورانياً لا يعرف المرض ولا يعرف الألم ولا يعرف الضعف. وأنت أيها الإنسان البار نم مستريحاً الله يعيننا كما أعانك. وأرجو لجميعكم عزاء من الرب وأشكر الرب على روح العزاء التى سكبها فى قلب قرينة القمص بيشوي الأخت انجيل الله يباركها ويعطيها حياة مباركة مملؤة من الرب وليعطينا الرب جميعا أن نكمل عمله على الأرض.

له المجد الدائم إلي الأبد آمين

(كلمة قداسة البابا شنوده فى نياحة القمص بيشوى كامل 21/03/1979).

أضف تعليق