إن هذا السؤال يذكّرنى بالإحتجاج الذى احتج به نعمان السريانى حينما طلب إليه اليشع أن يغتسل فى الأردن لكى يطهر. فاستكثر هذا أن يكون الأمر مجرد غسل فى الماء، وعندهم أنـهار فى دمشق أفضل من أنـهار إسرائيل (2 مل5: 10 ـ 12) ولكنه لما أطاع واغتسل، نال الطهارة بـهذا الإيمان. ملاحظة بسيطة هنا. إن النبى أمره بالإغتسال فى نـهر الأردن الذى صار فيما بعد نـهر المعمودية أيام يوحنا المعمدان (مت 3: 6) فهل نستكثر على الماء مفعوله، كما حدث مع نعمان السريانى ؟! إن الله يعطى النعمة بالطريقة التى يريدها. وهنا لم تكن النعمة فى مجرد ماء الأردن، إنما السر فى القوة التى وضعها الله فى هذا الماء للتطهير.. ونفس الأمر نقوله إلى حد ما عن المعمودية (كتاب اللاهوت المقارن للبابا شنوده الثالث الجزء الأول ص: 44).