كتبت إليكم أيها الشباب لأنكم أقوياء

س: واحد بيقول حاولت كثيرا بالطرق الصحيحة أن أبعد عن حروب الشيطان … إلى آخره فهو يطاردنى فى كل مكان ؟

ج: أحسن آية أقولها لك الآية الموجودة فى عبرانين 12: 4 ياريت تحفظها: لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية. وأيضا بيقول الكتاب: قاوموا ابليس فيهرب منكم. وإنت كشاب إلجأ أيضاً إلى النواحى الإيجابية التى تعمق محبة الله فى قلبك. وخلّى وصية ربنا قائمة أمامك باستمرار. فيه آية لطيفة ياريت برضه تحفظها كشاب فى يوحنا الأولى اصحاح 2 آية 14 الآية دى ياما وعظت عنها لشباب المهجر لما كانوا بيعملوا مؤتمرات للشباب كنت أحب أوعظ عن الآية دى يوحنا الحبيب بيقول: كتبت إليكم أيها الشباب لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير. شوف ماشية إزاى كتبت إليكم أيها الشباب لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير. فالشاب اللى بيخضع لشهوات الشباب مش قوى دا مغلوب من الشيطان. فإزاى يبقى فى فترة القوة وهو مهزوم ومغلوب ؟! كتبت إليكم أيها الشباب لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم. لعله من أسباب هذه القوة اللى عندكم إن كلمة الله ثابتة فيكم (آباؤنا الرسل 05/06/1996).

قربان هو الذى تنتفع به منّى

س: واحد بيقول ما معنى من قال لأبيه وأمه قربان هو الذى تنتفع به منّى فلا يكرم أباه وأمه ؟

ج: يعنى يكون أبوه وأمه محتاج ويقول الحاجات دى قربان لله. دى مخصّصه للكنيسة، يبقى ما أكرمش أبوه وأمه فى مقابل إنه قال إن دا قربان اللى أنتوا بتنتفعوا بيه منّى دا قربان يعنى خصصته للكنيسة.

ويقصد السيد المسيح من كدا أن الواحد يكرم أباه وأمه فى النواحى الماديه أيضاً. والكتاب المقدس بيقول: من يهمل خاصته ولاسيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وصار شراً من غير المؤمن. ولذلك ممكن تدّى أباك وأمك وعيلتك من العشور بس مش كل العشور وإلا تبقى بتنفذ واجبات عائلية وما بتهتمش بالفقرا، وجايز فيه فقرا غلابة أكتر من أبوك وأمك، فتدّى دول ودول (طول الأناة – بالإسكندرية. الأحد 16/11/1986).

الإستخدام السئ للحرية

س: إذا كان الله يريد أن الجميع يخلصون، فلماذا أعطاهم الحرية وهو يعلم إنـها السبب فى إتجاه الإنسان للخطية ؟

ج: ربنا يريد إن الجميع يخلصون لكن لا يريد أن يكون خلاصهم غصب عنهم. عايز الواحد يسعى إلى الخلاص بكامل إرادته وبمحبته لله وبمحبته للخير لكن ما يكونوش مضطرين إلى كدا.

 ثانيا: الحرية ليست هى السبب فى إتجاه الإنسان للخطية، السبب فى إتجاه الإنسان للخطية ميله الخاطئ وهذا الميل بيستغل الحرية، بدليل إن فيه ناس عندهم حرية وماشيين كويسين يبقى مش الحرية هى السبب. السبب الأساسى هو الميل الخاطئ والميل الخاطئ بيستغل الحرية استغلال خاطئ. زى مثلاً مجتمع فيه حرية والناس ماشيين كويسيين، ومجتمع فيه حرية والناس بيستغلوا الحرية للإضرار بالآخرين. يبقى مش الحرية هى الخطأ، النية السيئة التى تستغل الحرية إستغلالاً سيئاً. وإلا لو كان ربنا يمنع عن الناس الحرية علشان ما يغلطوش، يبقى كل بلد بقى فى العالم تمنع الحرية وتقول نمشى على طريقة ربنا … ودا كلام مش معقول. فالغلط مش فى الحرية، الغلط فى الإستخدام السيئ للحرية. ولما الإنسان بحريته يختار الخير يبقى يستحق المكافأة. ولكن إن لم تكن له حرية وإختار الخير غصب عنه يبقى يكافأ علشان إيه ؟! أى فضل ليه إنه يكافأ ؟ ما دام مش بحريته إختار الخير. ولأن الحرية يمكن أن يساء إستخدامها لذلك ربنا أرسل المعلمين وأرسل المرشدين الروحيين وأرسل روحه القدوس لكى يرشدنا إلى الخير وأرسل نعمته لكى تعمل فى الإنسان وأرسل الضمير أو وضع الضمير فى الإنسان لكى يقوده للخير. فربنا عمل ضوابط للحرية بحيث إن الإنسان يمشى صح. وأرسل الله إلينا أيضاً كتابه المقدس ـ الوحى ـ علشان نتعلم منه. فإدى الإنسان حرية وأدى له وسائط روحية لحُسن إستخدام الحرية (الفرح بالرب 25/04/1990).

الزّهق من كل شئ

س: واحد بيقول ما رأى قداستكم فى إنسان عنده أحساس أن مكانه ليس فى البيت الذى يعيش فيه ولا فى الكلية التى يدرس فيها ولا فى الكنيسة التى يذهب إليها. ماذا يفعل حتى يستطيع تحديد مكانه ؟

ج: بتمر على الإنسان أوقات يكون زهقان فيها من كل حاجه. فالتعب ساعات ما يكونش فى البيت ولا فى الكلية ولا فى الكنيسة إنما التعب جواه. واحد زهقان، كل حاجه شايفها.. زهقان منها. فياريت تفكّر فى الموضوع دا هل إنت من هذا النوع ولا لأ ؟ يعنى عمليه زهق من كل حاجه. وما تمشيش بالأحساسات.. ما تمشيش بالأحساسات.

+ وأحب أقول لك ملاحظتين أساسيتين فى كل هذه الأمور. لنفرض إن واحد حاسس أن البيت دا ما لوش مكانه فيه.

أول ملاحظة: هل تسند هذا الأحساس أسباب يقينية عقلية ثابتة ؟ ولا مجرد أحساس وبس وما فيش أى سبب يقينى يدعو إليه ؟ دى أول نقطة بينك وبين نفسك.

+ تانى نقطة: أفرض إن البيت دا مش عاجبك، هل عندك بيت أفضل منه تروح له ؟! ولا تخرج من البيت إلى فراغ وإلى المجهول ؟! دى نقطة لازم تكون فى مخك.

زى واحد يقول أنا مش عاجبنى الشغل اللى أنا فيه.. أستقيل منه. نقول له طب يا حبيبى قبل ما تستقيل، هل لقيت شغل أحسن منه ولا تستقيل وتقف فى فراغ تبحث عن المجهول ؟! النقطة دى لازم تكون ثابتة فى ذهنكم. ناس كتير بيزهقوا من الوضع اللى همّا فيه وما فيش فى أيديهم ما هو أفضل. يعنى زى صاحب السؤال دا.. زهقان من الكلية، هل فى أيدك كلية أفضل ؟ زهقان من البيت، هل فى أيدك بيت أفضل ؟ مش بيت أفضل فى الخيال ولا كلية أفضل فى الخيال يعنى حاجة ممكنة وعملية وتقدر تخرج من هنا تروح على هنا. واحد مرة جانى قال لى أستقلت من شغلى.. طب يا إبنى لقيت شغل تانى ؟ لسه ما لقيتش. طب مش كنت تدوّر وبعد ما تستلم شغل تانى تبقى تستقيل !! أهو قاعد فى الشارع. دوّر باستمرار على البديل الأفضل قبل ما تزهق.

+ وجايز الشيطان يحارب الإنسان بالملل.. الملل والضجر والكآبة وعدم الرضى والحزن. فيه شيطان بيحارب بكدا. فإنت ما تخضعش للحاجات دى.

س: ماذا يفعل حتى يستطيع أن يحدد مكانه ؟

ج: برضه زى ما بأقول لك فكّر هل فيه وضع أفضل ولا لأ ؟ وقارن بين الأتنين. مش بس أفضل.. أفضل وممكن وعملى. زى اللى ما يعجبهاش جوزها وتسيبه وهى مش عارفه تروح فين، وبعدين تخرج وما تلاقيش زوج غيره. دايماً الواحد يفكّر إيه اللى بعد كدا. فى كل خطوة تخطوها فكّر إيه اللى بعد كدا.. إيه اللى بعد كدا. لأن ناس كتير بيخطوا خطوة لبرة ومش عارفين بعد كدا يجرى إيه. فكّر إيه اللى بعد كدا (الإرادة كيف تقوى وكيف تضعف 20/10/1978).

      التدخين والشخصية

س: واحد بيقول هل للتدخين، التدخين smoking يعنى هل ليه تأثير فى تكوين شخصية الإنسان ؟ وهل هو تأثير سلبى أم إيجابى ؟

ج: أولاً الإنسان اللى بيدخّن سجاير.. اللى بيدخّن سجاير إنسان ضعيف الإرادة مستعبد  للسيجارة، يبقى شخصيته ضعيفة مهما قال.. لو شاطر يورينا شطارته فى أنه يبطّل السجاير. لو عنده إرادة قوية يورينا قوة إرادته فى أنه يبطّل السجاير. فتقول هل ليها تأثير على الشخصية ؟ طبعاً.. إرادة ضعيفة، معاها صحة ضعيفة. لأن السجاير بتتلف الصحة. لكن فيه شبان صغيرين يفتكر يعنى الولد لما يحط سيجارة فى بقه وينفخها كدا بقى راجل.. لأ ما بقاش راجل.. بقى راجل ضعيف يعنى لما ينفخ السيجارة.. دى قوة شخصية.. دا أستعباد.. مستعبد للسيجارة. أوعى تمشى مع ناس بتوع سجاير يحاولوا إنـهم يبرروا نفسهم بإن دى قوة شخصية. لأ مش قوة شخصية.. دا ضعف (مفهوم الوداعة 28/07/1993).

لا أستطيع أن أسيطر على لسانى

س: واحد بيقول يقول مار اسحق صوم اللسان خير من صوم الفم وصوم القلب عن الشهوات خير من صوم الإثنين. فكيف أصوّم لسانى وأنا لا أستطيع أن أسيطر على لسانى حينما أكون وسط الناس؟

  1. ج: إن ما قدرتش تسيطر على لسانك سيطرة كاملة تدرج فى هذا الأمر، أقول لك شويه أمثلة من هذا التدرج يعنى:
  2. إنك إنت لا تتكلم فى كل موضوع يطرح أمامك. مش أتكلّموا فى السياسة تخش فى السياسة، أتكلّموا فى الأسعار تخش فى الأسعار، أتكلّموا فى الأرواح تخش فى الأرواح، يعنى خليك زى ما بيقول الكتاب: الإستماع أفضل من التكلم. قول فيه موضوعات مش من إختصاصى بلاش أتكلم فيها. فيه ناس بيتكلموا فى سيرة الناس ما تتكلمش، يعنى موضوعات ما تخشش فيها.
  3. تانى حاجة: أتعود على إختيار الألفاظ بحيث إن ألفاظك تكون ألفاظ كويسة ما فيهاش خطأ، ما فيهاش قسوة، ما فيهاش جرح للناس، ما فيهاش مسك للسيرة.. إلى آخره.
  4. تدريب تالت: إنك إنت لا تتعود كثره الكلام. بيقول: كثرة الكلام لا تخلوا من معصية. بتتكلم لكن بلاش تكتّر، أول ما تلاقى نفسك كتّرت قول كفايه على كدا.
  5. عود نفسك أيضاً على إنك إنت تتكلم حينما تُدعى إلى الكلام. يعنى إذا سألوك جاوب، ما سألوكش أديك قاعد ساكت.

درب نفسك أيضاً إنك.. (أنت تسأل وقداسة البابا شنوده الثالث يجيب 15/02 ـ 08، 22/03/1989).

الأستفادة من العطلة الصيفية

بمناسبة انتهاء ابناءنا التلاميذ من موسم الامتحانات ودخولهم في العطلة الصيفية ووقوفهم أمام مشكلة ربما نسميها مشكلة الفراغ. عايز أتكلم النهاردا عن الفراغ.

+ الفراغ له مضاره حتى من أول الخليقة لما ربنا خلق آدم لم يتركه في فراغ إنما وضعه في الجنة لكى يعمل فيها ويحفظها وأحاطه ببعض الأصدقاء من الحيوانات يدعوهم ويسميهم بأسماء وأيضاً قال ليس جيداً أن يكون آدم وحده نصنع له معيناً نظيره حواء، علشان ما يقعدش حتى في فراغ عاطفي. دا من جهة أبونا آدم من أول الخليقة.

+ حتى بالنسبة للرهبان اللى همّا تركوا العالم والمجتمعات، قوانين الرهبنة ما بتحبّش تتركهم في فراغ وإنما في الأول بيدوا لهم فترة المجمع اللى همّا موجودين وسط جماعة الرهبان، واللى عليهم بعض مسئوليات، ثم فتره المبتدئين في الوحدة وبرضه كانوا بيعملوا عمل أيديهم، يعنى حتى القديس أرسانيوس العظيم ـ المتوحد ـ كان ليه عمل أيديه بيعمله ـ عمل يدوى ـ إلى جوار العمل الروحي فما كانوش بيبقوا في فراغ.

وبعدين لما نيجي نتكلم عن الفراغ نتكلم على أنواع معينة في الفراغ:

+ فراغ من جهة الوقت (فراغ الوقت)

+ وفراغ من جهة العقل والفكر

+ وفراغ عاطفي

+ وفراغ في الشخصية

كل الناس بيبحثوا عن وسيلة لقتل الفراغ أو بوجه أصح لملء الفراغ ومع ذلك فهناك وسائل صالحة ووسائل خاطئة.

+ نخش في الأول في فراغ الوقت، الفراغ من جهة الوقت بيجيب الملل والضيق وأحياناً يجيب الحزن والكآبة، وفيه ناس يحبّوا يقتلوا الوقت ولا يعرفون إن الوقت هو جزء من حياتـهم إذا ضيعوه أضاعوا جزءاً من حياتـهم. يضيعوه إما في الملاهي، في المقاهى، أمام التليفزيون، في الكلام، في الثرثرة، فى مسك سيرة الناس، في الفكاهات، في التسكع في الشوارع، في الجلوس في أحلام اليقظة. يقعد كدا ويسبح (يسرح) إنه بقي كذا وكذا وكذا وهو مش حاجة خالص. وقتهم رخيص عندهم فبيحاولوا يضيّعوه، أو يضيّعوا الوقت في المتعة، وأحياناً شخص يصب فراغه في آخرين يعنى يدوّر له على واحد ويفضل يتكلم معاه سواء كان كلامه مفيد أو غير مفيد وغالباً بيكون كلامه مش مفيد، ويشغل وقته ويضيّع وقته ويعطّله، والبعض يشغلون وقتهم في الصداقات الضارة. والبعض جايز يشغل وقته في التدخين يقول لك أسلّى روحى بسجارة أو باللعب. والبعض بيسد الفراغ بفراغ، يعنى إيه يسد الفراغ بفراغ ؟ يسد فراغ الوقت بعمل كله فراغ أو يسد الفراغ بضياع. المهم إن الواحد يقضي الفراغ فيما يفيد، هنا ونعجب من هؤلاء الذين يقتلون وقتهم بينما فيه أشخاص كانوا كباراً في شخصياتـهم ولم يكن لهم وقت فراغ أبداً ولما ماتوا أو انتقلوا من هذا العالم تركوا فراغاً كبيراً لأن كل واحد منهم كان مجموعة من الشخصيات في ذاته.

+ المهم في الفراغ الاستفادة من الوقت. إما الواحد يستفيد من الوقت بطريقته الخاصة أو الكنيسة تشوف له طريقة لملء الفراغ أو الدولة أو المجتمع يشوف له وسيلة لمعالجة الفراغ.

+ من جهة الدولة فيه موجود مراكز الشباب ومراكز الثقافة للذين يلتحقون بـهذه المراكز وفيه مراكز القراءة للجميع للذين يلتحقون بـها. وأنا شفت في بعض البلاد كالأسكندرية مثلاً بيشغّلوا بعض الشباب في مساعدة رجال الشرطة في تنظيم المرور. أو في نظافة الشوارع ـ مش نظافة الشوارع يعنى كنّاسين، لأ ـ يعنى واحد يرمي ورق تلاقي شاب من الشباب ياخدها ـ من التلامذة ـ ولابس لبس رسمي يشيلها.

+ فيه وسيلة للقضاء على الفراغ هى وسيلة العمل والإنتاج فيما يسمي بالأسرات المنتجة يحاولوا يشتغلوا بأشياء زى احتياجات المنازل عموماً من الأطعمة، من المخللات، من المربات.

+ أو أسرات بتشتغل في الخياطة وفي النسيج وأنواع كثيرة من النوع دا أو ما يسميه البعض بالمشروعات الصغيرة. وياريت إحنا في وقت من الأوقات نقول لكم ما هى المشروعات الصغيرة وكيف يمكن إن الناس يشتغلوا فيها، الدولة نفسها بتساعد الشباب على ما أظن في حدود 10.000 للواحد في مشروع صغير يقوم بيه مع قائمة بالمشروعات الصغيرة بيطلّعوها. بس المشكلة إن غالبية الأقباط بييجوا الكنيسة وما يروحوش للدولة. طب ليه ؟! لماذا لا نستفيد من الأنشطة التى تقيمها الدولة للشباب لمعالجة الفراغ أو للمساهمة في المشروعات الصغيرة. أو مثلاً عندنا في أسقفية الخدمات فيه حاجة أسمها vocational training يعنى تدريبات مهنية. فيه أنواع كثيرة الـ v.t. دى بعضهم للأشخاص العاديين غير المثقفين وبعضها للأشخاص المثقفين.

+ يعنى لغير المثقفين ممكن أشياء تدريبات على صناعات معينة في أنواع متعددة جداً من الصناعات، ممكن الإنسان ياخد مهارات أو كفاءات معينة.

+ وممكن للمثقفين دراسة الكمبيوتر، ودراسة الآلة الكاتبة، ودراسة اللغات المتعددة.. بدال ما هو قاعد فاضي يدرس لغة، يعنى فيه فرق كبير بين واحد مثلاً متخرج من كلية التجارة يعرف يمسك حساب دفاتر وحاجات زى دى وبين إنسان إلى جوار تخرجه من كلية التجارة يدرس مسك الحسابات والدفاتر باللغة الانجليزية أو باللغة الفرنسية أو باللغة الألمانية، ياخد لغة فتكون النتيجة إنه يقدر يقدّم على وظيفة في بنوك، في شركات، في السياحة، في الطيران لأنه أخد كفاءة معينة ما كانتش موجودة عنده. ياريت برضه إحنا شبابنا يحاولوا يستفيدوا من وقتهم في إضافة طاقات جديدة لهم، ملكات جديدة ليهم، مقدرات جديدة ليهم. فلما يقدموا على وظيفة ويقدموا الأمكانيات ديا تكون مفيدة ليهم كثيراً.

+ ممكن الكنيسة بتعمل برامج كثيرة للأنشطة، للنشاط الصيفي فممكن الشباب يشتركوا في النشاط الصيفي. الأنشطة التى تقوم بـها مدارس الأحد، التى تقوم بـها أسقفية الشباب فيه أنشطة في الخدمة في مؤتمرات، في محاضرات، في مسابقات، في عمل نماذج يعنى ماكتات.

أنا فاكر وإحنا في مدارس أحد مارمرقس زمان يعنى في الأربعينات كانت الكنيسة بتجيب أولاد مدارس الأحد وتساعدهم على بعض أنشطة معينة، تسلية، يعنى مثلاً يقول لك خيمة الإجتماع.. يبتدوا يعملوا نموذج لخيمة الأجتماع، ماكت لخيمة الإجتماع، جواه فيه مثلاً مذابح يعملوا ماكت للمذابح، فيه أوانى للهيكل يعملوا ماكتات لأواني الهيكل. الأولاد يتسلّوا يعملوا خرايط، يعملوا نماذج، يعملوا الهدايا التى تستخدمها مدارس الأحد. شوفوا أنواع الهدايا الكثيرة اللى بتستخدمها مدارس الأحد يقدروا يعملوها، يقدروا يشتغلوا شغل أركت، أو شغل حاجات بالجبس أو براويز للصور أو يشتغلوا بالرسم، بالتصوير أو اللى عنده مواهب يشتغل بالقصص، يبتدوا يتمرنوا على حاجات كثيرة. أو فيه ناس يقضوا الصيف في الخدمة وإحنا محتاجين لأشخاص يشتغلوا في الخدمة حصوصاً في الأحياء العشوائية اللى بتيجي الطوائف وتعشّش فيها أو في المدن الجديدة أو في المناطق المحتاجة، أو في خدمة المرضي أو في خدمة اجتماعية أو في زيارة الملاجئ أو في خدمة العجائز.

+ ممكن تكون مع كل دى فيه أنواع من الحوافز وحاجة تغذي طموح الأولاد أو الشباب. أو ياخدوا مناهج متقدمة اللى يسموها advanced courses في حاجات كثيرة. كل دى أشياء ممكن تتعمل لقضاء الوقت وتشترك فيها الكنيسة أو الأسقفيات العامة أو مناطق الخدمة عموما.. كل دى عن فراغ الوقت (الفراغ 03/07/2002).

الصيام حلو جداً

س: هل من المعقول أن يكون لدينا شباب قوي في الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة بتضع كل هذه الأصوام علي مدار السنة، والمسيح صام 40 يوم و 40 ليلة كيف تزيدها الكنيسة إلي 55 يوم، ويومين في الأسبوع لا نقاش عليهم الأربعاء والجمعة، وصيام الميلاد، وصيام العذراء، وصيام يونان، وقداستك تعلم جيداً إن الصيام مذلة ومهزلة للجسد. فكيف نضع في الشباب كل هذا الصراع وأنا واحد منهم، لإني إذا صمت كل جسدي وكل نشاطي الحركي يقف، وإذا لم أصم يكون بداخلى صراع نفسي فظيع. إرشدني؟

ج: شوف يا إبني عايز أقول لك حاجة، الظاهر إنك إنت فاهم الصحة غلط. أوعي تفتكر إن الأكل الفطاري كويس للصحة أحسن من الصيامي.. أبدا.ً ياريتك تقرأ كتاب عن النباتيين وإزاي صحتهم كانت أحسن من اللي بياكلوا لحمة وبياكلوا دهون. ما برناردشو كان راجل نباتي وعاش 95 سنة وصحته كانت قوية. أبونا آدم كان راجل نباتي وأمنا حواء كانت نباتية وعاشوا كل واحد أزيد من 900 سنة.

إنت فاكر الأكل الصيامي يضعف الصحة، دا الأكل الصيامي يخلّي الصحة أقوي.. أقوى. العالم دلوقتي اللي بيشكي من أمراض الكوليسترول ومن السمنة ومن الدهون ومن الشحوم المتلتلة كدا فوق جسم الإنسان يقعد يعمل لها ريجيم، ويعمل لها وسائل كثيرة لكي يخس، هو دي الصحة ؟! لا يا حبيبي لأ. ياريت يكون فيه عندنا ثقافة في التغذية، وإزاي إن الإنسان ممكن بالصيام تكون صحته أقوي. وجايز فى الأكل الفطاري يسمن لكن ما تبقاش صحته قوية. السمنة شئ والصحة القوية شئ آخر. وجايز إنسان يكون نحيف وصحته في منتهي القوة. وزي ما بأقول لك العالم فضل نباتي ولم يصرّح بأكل اللحوم إلا بعد فلك نوح، تجدها في الإصحاح التاسع من سفر التكوين.

+ ياريت تقرأ كتاب روحانية الصوم اللي أنا نشرته ليكم، وإذا ما كانش عندك أدي لك كتاب هدية. وتعالي لي في الفطار علشان أدي لك الكتاب وشوية شيكولاته !! فما تفتكرش الصيام وحش.. الصيام حلو جداً.

+ عايز أدي لك مثل آخر قصة دانيال النبى إزاي لما هو صام هو والثلاثة فتية كانت صحتهم أحسن من صحة الباقيين. إقراها في سفر دانيال إصحاح واحد. هو حد تاعب العالم دلوقتي غير الدهون واللحوم والتسبيك والحاجات اللي..الأغذية المعقدة في تركيبها التي يبذل الجسد جهداً كبيراً لكي يهضمها. أما كون إن المسيح صام 40 يوم وإزاي إحنا بنزود ـ علي فكرة ما فيش حد فيكم يقدر يصوم الأربعين يوم زي ما صامهم المسيح صيام علي طول كدا بدون أكل خالص ـ أما زيادات لـ 55 فدي فيه أسبوع الآلام ومش ممكن أبداً إن إحنا نفطر أسبوع الآلام والأسبوع السابق ليه.

+ فما تخافش علي صحتك أبداً. والكنيسة لما كانت قوية في الأصوام كانت قوية أيضاً في الإيمان وفي الجسد أيضاً. دا إنت تشوف بعض الرهبان اللي بيصوموا طول السنة تقريباً إلا في الأعياد تلاقي الواحد فيهم بيمشي في الصحراء بالعشرين كيلو زي الغزال ولا يتعب ولا حاجة،  وهات واحد من اللي كابس معدته لحوم وبيض ودهن وحاجات زي دي وخليه يمشي ثلاثة أربعة كيلو يتعب ولا لأ، الجسم بيبقي خفيف ونشيط ما تخافش من الصوم أبداً. وعلى كلٍ صيام الرسل قرب يخلص، دا العيد يوم الأحد (البيت المبنى على الصخر 08/07/1987).

 

التعب الذى يكابده الشباب من بعض الكبار

ياما بيحصل إن إنسان يحاول إن مواهب غيره لا تظهر لكى ينفرد هوّ بالموهبة، راحته على تعب غيره، دى بتحصل كتير خالص وخصوصاً لو كان غيره مواهبه كويّسه. زى ناس لا يعطوا فرصه للظهور ودا التعب الذى يكابده الناشئون، إن الكبار مش عايزين يدوهم فرصة. يكون واحد عنده موهبة للكتابة يبعت للصحف ولا يمكن يُنشر. ليه ؟ لسه العيل بتاع النهار دا تطلع له مقالات ؟!! مستحيل. دا يمكن يقعد يا عينى المتخرج دا ـ  ما دام مبتدئ ـ سنوات طويلة لا يمكن أن ينشر له شئ. أو واحد يعمل أختراع يقاوموا هذا الأختراع علشان ما يظهرشى ويبقى ظهر عالم من العلماء. أو معيد.. استاذه يدوّخه، لأن المعيد دا إيه عايز بسرعة يبقى مدرس واستاذ مساعد واستاذ ؟!! دا ممكن تتكتم أنفاسه. وساعات الأساتذة يقولوا للمعيد إنت اسمك مكتوب بالقلم الرصاص.. اسمه مكتوب بالقلم الرصاص يعنى ممكن يمحوه فى أى وقت. ما يتكتبش اسمه بالحبر غير لما يبقى مدرّس أو مساعد استاذ. وياما ناس ناشئين يتعبوا جداً على بال ما تُعطى لهم الفرصة لأن الكبار يريدون أن يحتكروا العلم، ويحتكروا الفن، ويحتكروا الشهادات، ويحتكروا النشر، يحتكروا العبقرية ويحتقروا كل عبقرى (لا تكن راحتك على تعب الآخرين 27/07/1988).

الوقت وأهميته وفائدته 25.02.1977

لا للعلاقة الثنائية بين شباب ثانوى

س: واحد بيقول لماذا فى كنيستنا بالذات نحرّم العلاقة الثنائية بين شاب وفتاة فى مرحلة ثانوى؟

ج: علشان كنيستنا مؤدبة وكويسة. شوف يا إبنى لما بيختلطوا وهمّا عيال ما بيعرفوش الغلط، لسه ما وصلوش ليه. ولما بيختلطوا وهمّا كبار عندهم العقل اللى بيضبط. لكن مرحلة المراهقة وهى مرحلة صعبة، يعرف الخطأ وما يقدرش يضبط نفسه فممكن تعمل مشاكل. لكن مع ذلك إحنا لا مانع عندنا من إن  كلهم يختلطوا مع بعض بس ما تبقاش علاقة ثنائية منفردة. يعنى ما فيش ما يمنع يوجد إجتماع فى الكنيسه شبان وشابات.. ما فيش مانع كلهم مع بعض، لكن واحد وبنت متخصصين فى بعض هوّ دا اللى ما بنوافقش عليه.

س: بيقول لى مع نجاح الكثير من تلك العلاقات التى كُلّلت بالزواج بعد حين ؟

ج: إن نجحت مع البعض جايز ما بتنجحش مع البعض التانى. أمّا كُلّلت بالزواج بعد حين فدى أشك فيها. يعنى تلامذة فى ثانوى.. فين لما الواد بتاع ثانوى لما يتخرّج وفين لما يروح الجامعة وفين لما يروح الجيش وفين لما يتخرّج تكون البنت خدت واحد غيره.. يعنى (الأمور المختصة بملكوت الله 21/05/1997).

أعجاب صبيانى

س: واحد بيقول أنا فتى فى السابعة عشر من عمرى وبأحب فتاة عمرها 15 وبتبادلنى.. كيف أعمل لتكون هذه الفتاة شريكة حياتى؟

ج : شريكة حياتك يعنى شريكة فى التلمذة بقى ولا شريكة فى إيه ؟! فى الخدمة العسكرية ؟! ولا لسه فى الكلية ؟! إنت أستنى لما تكبر.. لما تكبر وتتخرّج من الجامعة وتلاقى وظيفة وتخلّص الخدمة العسكرية وتبقى راجل ليك مرتب يصرف على بيت وبعدين تبتدى تفكّر. لكن دلوقتى تقعد تحب وإنت لسه عيّل صغيّر.. يعنى قول لهذا الحب يستنى حبة، لسه لما تتخرّج إن شاء الله. طب دلوقتى ها تقدر تجيب للبنت شبكة ولا تجيب لها ربكة ؟ إيه اللى ها تجيبه ؟ وها تقدر تشوف لها شقة ولا تشوف لها الشقى ؟! دوّر على مصلحتك. ولو تنشغل بالحب دلوقتى مش ها تقدر تذاكر ولا تنجح. عقلك ها يقعد يفكّر فى البنت مش ها يفكّر فى الدروس. قول لنفسك.. قول لسه ما جاش معادها لما أتخرّج أبقى أشوف الحكاية دى (حياه البراءة والطهارة والنقاوة 20/07/1994).

هل الحب خطية ؟

س: واحد بيقول هل الحب خطية ؟

ج: طبعاً لما تحب أبوك وأمك ما يبقاش خطية. ولما تحب أصدقائك ما تبقاش خطيهة ولما تحب ربنا ما تبقاش خطيهة مش كل حب يعنى.. ولما تحب الفضيلة ما تبقاش خطية، ولما تحب قريبك كنفسك ما تبقاش خطية.

لكن لعل صاحب السؤال ـ وبعض الظن إثم ـ بيقصد الحب بين واد وبنت يعنى.. أنا مش عايز أشك فى كلامه لكن أفتكر بيقصد دى.

شوف يا أبنى إذا كنت تحب فتاة مفروض إنك تحافظ عليها يعنى لا تضيّعها فإن ضيّعتها ما تبقاش بتحبها. إن علّمتها الكذب وإنـها تخّبى عن أبوها وأمها وتقول إنـها رايحه عند واحدة صاحبتها وصاحبتها تبقى إنت.. طبعاً يبقى إنت وقعت فى خطية. لما تقول إنك بتحبها وإنت بتضيّع سمعتها تبقى دى خطية. لما تقول إنك بتحبها وتعطّلها عن دروسها وتسقط فى الإمتحان لأنـها بتفكر فيك وإنتَ بتفكّر فيها بقيت خطية. ولذلك أنا فاكر مرة سألونى  ـ على ما أظن سنه 1971 السؤال دا كان بعد البطريركية بحوالى أسبوع أو أسبوعين ـ ما الفرق بين الحب والشهوة ؟ فقلت لهم الحب يريد دائماً أن يُعطى والشهوة تريد دائماً أن تأخذ. يعنى واحد عنده شهوة إمتلاك يبقى عايز ياخد، واحد عنده شهوة انتقام عايز ياخد تاره. واحد عنده شهوة مناصب يبقى عايز ياخد منصب، واحد عنده شهوة فلوس عايز ياخد فلوس. لكن الحب يريد دائماً أن يُعطى. زى الأم لما تحب أبنها تبقى تريد أن تعطيه بأستمرار حناناً وشفقة ومساعدة ومعونة فى كل حاجه. فإنت لازم تفرّق بين الحب والشهوة. الحب الذى ينتهى إلى زواج ممكن يمر، بس مش معناها تحب بنت على أعتبار إنك تتجوزها بعد عشر سنين.. طبعاً هى مش منتظراك.. نقصد الناضجين المستعدين. زى مثلاً ما قيل عن يعقوب أب الآباء إنه أحب راحيل وتزوجها. والمحبة كما يريدها الله لابد تكون محبة طاهرة ونقية وحكيمة. وما تزعلش من الإجابة دى وخليك عاقل فى محبتك (يشوع بن نون 05/02/1997).

 هل ممكن إن أنا أحب بنت محبة بريئة ؟

س: هل ممكن للفتى أو الفتاة إن يحبوا وفى نفس الوقت يكونوا مع ربنا ؟

ج: دى تتوقف على نوع الحب يعنى. الناس أحياناً يخلطون بين الحب والشهوة فالحب الذى ليس بشهوة لا يحرّمة ربنا. لكن مش الحب معناها التعلق ويقعد يفكر ليل ونـهار دا ما سمهوش حب.. دا اسمه هلوسة. الحب الحقيقى زى أى حد بيحب أبوه بيحب أمه بيحب أخواته بيحب اساتذته بيحب معلميه بيحب أب اعترافه بيحب أى حد، حب طاهر مقدس. لكن إذا تحول إلى شهوة يبقى الأمر خاطئ. ويتحول إلى شهوة إذا دخل فيه الجنس فكراً أو أكثر من فكر. فيقدر الإنسان يعرف كمان إن أى حب بيخش فى قلبه أو فى فكره بيعطّله عن ربنا ولا لأ ؟ لأن بيقول ممكن يحب وفى نفس الوقت يكون مع ربنا فإذا هذا الحب شغل العقل عن ربنا يبقى ما كانش مع ربنا. وإذا حدث إن الحب صار أحدى السريقات الروحية التى تسرق محبة الله من القلب، والعاطفة الكاملة تتحول من الله إلى شخص آخر.. دا المسيح بيقول: من أحب أباً أو أماًَ أكثر منّى فلا يستحقنى أو ابن أو إبنة أو حتى المحبة بين الزوج والزوجة إذا كانت أكثر من ربنا فلا يكون له استحقاق. فالواحد يقدر يعرف نوع المحبة دى بريئة حقاً ولا لأ. زى مرة كنت فى اجتماع من الأسرات الجامعية مش عارف من قيمة  17 سنة ولا إيه.. مدة طويلة يعنى، فواحد بيسألنى بيقول لى ممكن إن أنا أحب بنت محبة بريئة ؟ قلت لة طب لو واحد من الشبّان حب أختك محبة بريئة توافق ؟ قال لى دا أنا أموّته. قلت له طب إشمعنى إنت تسمح لنفسك بما لا تسمح به لغيرك ؟! إلا بقى لو كانت كلمة بريئة مش بريئة (من هو الله بالنسبة إلينا ؟ 19/07/1989).

تعمل فى سوبر ماركت

س: أنا بأحب فتاة ولكن هذه الفتاة بتعمل فى سوبر ماركت ولها علاقات بشباب.. إلى آخره، فماذا أعمل ؟

ج: إذا كنت تقدر تتجوزها وهى ترضى تتجوزك وتسيب السوبر ماركت بالإتفاق معاها يبقى الحكاية تمت. كمان مش كل بنت بتشتغل فى السوبر ماركت تبقى وحشه، بنات كتير جداً بيتّصلوا بالناس فى نواحى التجارة والحاجات دى ويكونوا بنات فى منتهى الأخلاق الكويسه. لو فضلت شكّاك بالشكل دا ها تتعب، جرّب وشوف (لوم النفس29/09/1993).

أنا إنسانة عاطفية جداً

س: واحده بتقول أنا إنسانة عاطفية جداً لكن كثيراً ما أصلّى حتى يوجه الله هذه العاطفة الزائدة له، ولكن لا تستجاب هذه الطلبة، وأنا أتعب كثيراً من هذه العاطفة الثائرة التى لا تـهدأ فما الحل ؟ مع العلم إن عندى أشتياق لله وللثبات فيه ؟

ج: العاطفة الكبيرة ميزة وليست ضرراً. ولهذا نجد فى تاريخ الكنيسة إن كثيراً من العاطفيين الذين إنحرفت عاطفتهم إنحرافاً سيئاً جداً لما أُصلح مدار هذه العاطفة ومسار هذه العاطفة تحولوا إلى قديسين جبابرة.

القديس أوغسطينوس كان رجل عاطفى جداً وانحرفت بيه العاطفة فى طريق الخطية، لما وصل لربنا العاطفة ديا حولته إلى أوغسطينوس رجل التأمل ورجل الحب الإلهى ووجهها توجيهاً سليماً.

مريم القبطية كانت إنسانة عاطفية ووقعت فى الخطية إلى أعماقها ولكن لما هذه العاطفة وجهت فى طريق الله تحولت إلى القديسة السائحة المتوحدة مريم التى استحقت أن تبارك القديس الأنبا زوسيما القس. وهكذا نجد أن كثيراً من الزانيات والزناه تحولوا إلى قديسين وقديسات من الجبابرة فى منتهى العمق. لأن العاطفة مصدر للحب فإذا الحب توجه نحو الله يتحول الإنسان إلى شخص مملوء من العاطفهةالإلهية. بعكس الناس  القساة اللى قلبهم شديد دول حتى لما بيتحولوا إلى الله بتبقى قلوبـهم عايزه واحد ينحت فيها زى ما بينحت فى صخر. ولهذا كثير من القديسين قالوا إحنا نحب الناس العاطفيين ولو وقعوا فى الخطية ووقعوا فى الزنا لأنـهم ممكن يتحولوا إلى طريق بار ومقدس بعكس الناس القساة القلب من الصعب يوصلوا لطريق ربنا. فحكاية العاطفية الزايدة دى ميزة بس عايزه حُسن توجيه.. حُسن توجيه.

نصيحتى لكِ هى الآتى لا تتركى عاطفتك تسير حسبما تشاء إنما اشغليها قبل ما تنشغل لوحديها. بإستمرار أملى قلبك بالعاطفة. أعطى حباً للبيت الذى تعيشين فيه، لأبوكى وأمك وأخواتك وقرايبك. أعطى جزءً من العاطفة لصديقاتك وزميلاتك فى العمل أو فى الدراسة. أعطى جزءً من العاطفة للخدمة، سواء فى مدارس الأحد أو الخدمة الاجتماعية أو خدمة الفقراء أو خدمة الملاجئ.. إلى آخره. إعطى عاطفة لله، فى صلواتك وتأملاتك ومحبتك. إشغلى قلبك بإستمرار لو ما شغلتيش قلبك بإستمرار تأتيكى محبة غريبة وتسكن فيكى وتتعبك. يبقى العاطفة الزائدة دى كويسه وميزة. بس إحنا نستغلها استغلال سليم ونوجهها توجيه نحو ربنا. ما نخليهاش تنحرف نحو العالم أو نحو الجسد أو نحو الشهوات والرغبات الخاصة إىّ أن كانت إنما نوجهها نحو الله، دا اللى إحنا عايزينه. وبإمكانك، بإمكانك إنك إنتِ توجهى عاطفتك توجيها روحياً سليماً وزى ما بأقول لك إشغلى نفسك بإستمرار.

كمان فى عملك الروحى ليكن عملاً بعاطفة، يعنى لما تصلّى إعطى قلبك للصلاة، لما تقرى فى الكتاب إعطى قلبك لكلام الله، لما تخدمى إخدمى بكل قلبك بكل عواطفك، لما تدرّسى فى مدارس الأحد حبى الأولاد من أعماقك، يملؤا قلبك. إن لقيتى بعد كل دا زايد عندك شويه حب شوفى بيت حضانة وإشتغلى فيه، شوفى ملجأ وإشتغلى فيه، شوفى أى عمل إلهى وإشتغلى فيه. لو محبتك ديا تحركت نحو خلاص النفس وإشتغلتى فى الخدمة ها تلاقى خدمتك لا تقتصر على فصل مدارس أحد إنما بقيتى تملى كل مكان خدمه. فى كل مكان تحدثى الناس عن ربنا، وكل شويه والتانية تجيبى ناس لربنا.. العاطفة دى كويسه. إحنا ما نزعلش إن عندك عاطفة كبيرة. لكن نزعل إن العاطفة الكبيرة ديا تتوجه توجيهاً خاطئاًً.

أكتر حاجة تتعب بنت إن العاطفة دى بحالها كلها تتحط فى شخص واحد، إنسان من اللى بيمشى على الأرض.. فتدوخ. وبخاصة إذا كانت هذه العاطفة من جانب واحد. زى واحدة تضع كل عاطفتها فى إنسان والإنسان مش حاسس بيها فتبقى تعبانه وها تموت. ما تعمليش كدا لا يوجد إنسان يستحق منك كل هذا. خلّى عاطفتك أولاً وقبل كل شئ فى ربنا نفسه. حبى إيضاً القديسين أديهم جزء من عاطفتك. زى الناس اللى بيحبوا القديسين ويتشفعوا بالقديسين تلاقى عندهم عاطفة كبيرة نحو القديسين. يحب مريم العذراء ويقعد يقول شى رى نى ماريا، ويقول كل تسابيح العدرا وكل إبصاليات العدرا وكل تداكيات العدرا. ويروح فى كنايس العدرا ويعلق قنديل للعدرا، ويحط شمع للعدرا ويبقى العدرا واخده جزء من قلبه. كوّنوا صداقة مع الله وصداقة مع القديسين وصداقة مع السما ومع الأبدية. وكوّنوا صداقة مع الأنبياء والرسل الذين تقرؤن لهم. واحد يقرا سفر أشعيا ويتصاحب مع أشعيا، وواحد يقرا سفر ارميا ويتصاحب مع ارميا، وواحد يقرا سفر الخروج ويتصاحب مع موسى ويبتدى قلبه يتملى. خلّوا علاقتكم مع ربنا علاقة روحية علاقة حب علاقة عاطفة. عاطفة فى الصلاة عاطفة فى القراية عاطفة فى التأمل، عاطفة فى التناول عاطفة فى الاجتماعات، عاطفة فى الترتيل، فيه إنسان يرتل ترتيله عادية وإنسان يرتلها بكل قلبه، لما بيرتلها بكل قلبه جزء من عاطفته بتشتغل فى الترتيل. هو اللى بيتعب الإنسان فى العاطفة إن فيه عاطفة مختزنة مش لاقيه تتصرف فين يعنى قاعد يوزع فى الحب يوزع وفاضلين شويه حب ما أتوزعوش فييجى إبن الحلال وياخدهم. وبعدين يبتدى ياخد.. ياخد.. ياخد لغاية ما يستولى على الكل.. ما تبقوش كدا. أملؤا قلبكم من العواطف النبيلة الروحية القوية وعندئذ تشعرون بقيمة العاطفية إنـها كانت لخيركم. زى ما قلت لكم الشخص العاطفى عنده مجال للسير فى طريق الله أكثر من الشخص القاسى القلب. بس عايزه توجيه سليم وعايزه استغلال وما تتركوش الحب اللى فى قلبكم فاضى، استغلوه قبل ما العالم يستغله (موسى النبى: وردة وسط أشواك ج1 17/09/1976).

إحنا يهمنا جداً سمعة البنات

س: واحد بيقول أعيش فى منزل مع عمى وامرأة عمى وأنا وبنت عمى على أرتباط ببعض، أرتباط شديد، ومن عادات وتقاليد الصعيد ممنوع التحدث معها وممنوع الخروج ولكن من محبتنا لبعض فكّرت أخرج معاها بدون ما حد يعرف وخروجنا يوم الاجتماع فقط، وليس فى أى مكان آخر. وأرجوك أعطينى ـ مش عارف حلاً ولا حِلاً ـ مش مشكّلها.. وهذا مرفق للسؤال الأخير للاجتماع الماضى. فما هو الحل ؟ وهل هذا خطأ منّى ومنها ؟

ج: إن كنت يا إبنى بتحب بنت عمك أطلبها من أيد عمك.. قول له يا عمى أنا عايز أتجوز بنتك، وتبقى الحكاية ماشية بطريقة كويسة. لكن تعلّم بنت عمك إنـها تخرج بدون إذن أبوها وتخرج فى الخفا وتمشى مع واحد وبحجة اجتماع !! بصراحة دى لخبطة. ولو فرض عمك صدفة راح الاجتماع وشافك وأداك قلمين إنت والبنت وطردك من بيته، يبقى حكايتك إيه ؟! ما تمشيش فى حاجة ضميرك بيكّتك عليها. والحاجات اللى فى السر ديا.. كون إنـها فى السر معناها إنك إنت خايف تنكشف، وخايف تنكشف يعنى ضميرك تاعبك، أمّال خايف ليه ؟! الحاجة العلنى الواحد بيعملها فى عين الكل. كمان لما الناس يشفوك ماشى مع بنت عمك يقولوا إيه ؟! أفرض ما حصلش قسمة وما أتجوزتـهاش، يبقى ضيعتها كمان وضيّعت سمعتها. الناس يقولوا ناخدها إزاى ودى كانت ماشية مع واحد تانى ؟! لا يا إبنى.. بتحب بنت عمك ما فيش مانع، روح لعمك وقول له أنا عايز أتجوز بنتك، وأمشوا كدا بصراحة. إذا ما كنتش تقدر على الزواج دلوقتى.. أخطبها. إذا كنت لسه صغيّر يبقى أجّل الحكاية دى لما تكبر.. بكره تكبر وتعقل. لكن إذا كنت كبير وعاقل أخطبها.

+ شوفوا عايز أقول لكوا حاجة إحنا يهمنا جداً سمعة البنات. الولد ساعات يمشى زى ما يمشى ولما ييجى يتجوز يقولوا.. أهو راجل.. شقاوه عيال.. طبعاً ما نوافقش على كدا لكن يعنى سكّته مفتّحه، لكن سمعة البنت سمعة البنت دى زى القزازة إذا أتشرخت ما تقدرش ترجّعها لحالتها الأولى، مهما كان.. طلع عليها كلام يفضل الكلام ماشى وراها حتى لو كان الحاجات دى وهى صغيّرة. سمعة البنت صعبة جداً. فإذا كنت إنت بتحب بنت عمك حافظ على سمعتها. المحبة الحقيقية مش تضيّع سمعتها علشان تُرضى رغبتك.. حافظ على سمعتها دى بنت عمك.. وبنت عمك كأنـها أختك، حافظ على سمعتها وما تعلّمهاش إنـها تخرج فى الخفا، ما تعلّمهاش أنـها تخرج فى الخفا.. وإلا يبقى بتفتح لها طريق الخطية وإنت بتعلّمها الخطية (الخدمة بمناسبة صوم الرسل 28/06/1989).

أتعرّفت عليه فى المصيف

س: واحدة بتقول شخص اتعرفت عليه فى مصيف وفى جلسة قال لى أنا معجب بيكى ومن ساعتها بيتصل بيّا بالتليفون ويحاول يقابلنى ويكلمنى، فهل غرضه التسلية أم الإرتباط السليم ؟ مع العلم إننى لم أخرج معه إلا مرة واحدة. فهل كلمة معجب كثيراً ما يقولها الشباب أم صادق فى كلامه ؟

ج: أول حاجة عايز أقولها لك إزاى بتصطحبى مع ناس فى المصيف ؟! وإزاى فى المصيف تقعدى مع واحد ويكلمك ويصل الكلام إلى الوضع بتاع الإعجاب يعنى.. كدا بسهوله إنت أى واحد يقابلك فى المصيف تقعدى معاه والمكالمة تتطور للإعجاب ؟! وبعدين من ساعتها يتصل بى بالتليفون.. طبعاً التليفون إنت اللى أدتيه تليفونك فواحد تقابليه فى المصيف تاخدى عليه وياخد عليكى وتدّي له نمرة التليفون ويتصل بيكى.. ويحاول يقابلنى ويكلمنى.. وبعدين خرجت معاه مرة واحدة.. وخرجت معاه بأى صفة ؟!

شوفى يا بنتى إنت ارتكبت عدة خطايا مع بعض

وطبعاً ما قلتيش لما خرجتوا مع بعض اتكلمتوا عن إيه يعنى، مش معقول قعدتوا سوا تتكلموا عن.. هل الشاروبيم أعظم أم السارافيم ؟! من رأيى إنك تبطّلى الحكاية دى، ولو قدرتوا تغيروا نمرة التليفون يبقى كويس وطبعاً إتكلمتى فى التليفون من ورا أبوكى وأمك.. وهو بيكلمك فى التليفون تقولى له.. إزيك يافلانة.. مش ممكن ها تنادي له باسم راجل وإلا أبوكى ها يمسكك ..

يا بنتى إنت ماشيه فى سكه خطرة وبتلعبى بالنار

وأوعى تفتكرى واحد ها يتجوز واحدة عن طريق المصيف أو عن طريق التليفونات أو عن طريق الخروج معاها دا مستحيل.. كون إنه بيلعب معاكى.. هو دا اللى حاصل، هو الأول يلعب معاكى وبعدين يلعب عليكى وبعدين ما تلاقيش روحك.. فأعقلى وأتقلى. وكان لىّ نفس أسأل سؤال تانى لما إنت رحتى على المصيف والواد دا قعّد معاكى وكلمك على الإعجاب بيكى كنت رحتى مع عيلتك، ولا رحتى لوحدك، ولا رحتى فى رحلة تبع الكلية، ولا فى رحلة تبع الكنيسة.. ومين اللى كان مشرف على الرحلة دى ؟

خلّى بالكوا من عيالكوا أديكو شفتوا بيجرى إيه للبنات.. (العمل الذى أعطيتنى لأعمل 06/11/1996).

مشكلتى هى الكذب

س: واحد بيقول أنا شاب فى سن الـ 19 ومشكلتى الوحيدة هى الكدب فما هو الحل بعد أن فشلت محاولات كثيرة وهذه هى أكبر كدبة يعنى، إن فشلت محاولات كثيرة، وهى إن كان عندى ملاحق فى الصف الثانى الثانوى وأخفيت على أبى وأمى هذا حتى أمتحنت ونجحت ؟

ج: شوف يا إبنى الكدب بالذات بيخلّى الناس يفقدوا الثقة بالشخص. يعنى إنت لما تكدب بتفقد ثقة الناس فيك، ولما تفقد ثقتهم مش ها يصدقوك حتى لو قلت كلام صح. وتفقد أحترام الناس ليك، وحاول إنك إنت تبطّل الكدب. غير إن أحياناً. مش أحياناً هو غالباً وربما على طول ـ بتكون خطية الكدب هى خطية ثانية تسبقها خطية أولى. يعنى فيه خطية سابقة بتخلّى الواحد يكدب. إما خطية إنك إنت سقط وعايز تدارى السقوط بالكدب.. يبقى خطية بتغطى خطية أخرى. أو جايز واحد يكدب كنوع من إنه يصل إلى غرض من الأغراض ورغبته فى الغرض دى تكون خطية. أو واحد يكدب رغبة فى إنه يضحك على واحد أو يتّريق عليه فيكدب له كدبة ويشوفه يعمل إيه.. برضه خطية سببها الكدب. فشوف إيه الخطية الأولى اللى بتخليك تكدب وبطّل الخطية الأولى تلاقى خطية الكدب أتبطّلت لوحديها. كمان الكدب معناها إنك إنت ما بتتحمّلش مسئولية أعمالك. لو تكون راجل جد من النوع اللى يتحمّل مسئولية أعماله.. يعمل حاجة يقول أيوه عمّلت، يقول كلمة يقول أيوه قلت. فيه جايز واحد يقول أنا بأكدب علشان أغطى على غيرى.. ممكن تـهرب من الإجابة بدال ما تكدب، والإمتناع عن الإجابة ليس كدب. واحد يقول لك فلان عمل كذا ولا كذا قول له أنا ما أحبّش أخش فى تصرفات الناس أسألنى عن نفسى.. بقوة كدا.. مش تكدب وتقول ما أعرفشى وإنت عارف. خلّى عندك شخصية قوية. ومع ذلك فى كتاب الوصايا العشر تلاقى فيه جزء عن الكدب حاول تقراه (أحبوا أعدائكم 11/03/1987).