الخدمة مبدأ عام لكل إنسان على وجة الأرض

فيه ناس كتير بيتكلّموا على الوسائط الروحية إنـها تبقى زى الصلاة والكتاب المقدس والقراءات والاجتماعات والإعتراف ومحاسبة النفس والتناول … إلى آخره. أنا عايز أقول لكم فيه واسطة روحية لازمة لكل أحد وهى الخدمة. ما تفتكروش إن الخدمة يعنى مسألة خاصة بالخدام فقط اللى همّا بيدرّسوا فى مدارس الأحد أو بيوعظوا لأ. الخدمة دى مبدأ عام لكل إنسان على وجه الأرض للكبار وللصغار وللمتزوجين لأن فيه ناس بعد ما يتجوزوا بتقل الخدمة بتاعتهم وأحياناً يمتنعوا عن الخدمة. إحنا عايزين الخدمة للكل. ليه بقى ؟

+ الكتاب المقدس بيقول: من يعرف أن يعمل حسناً ولا يفعل فتلك خطية له.

نقولها تانى: من يعرف أن يعمل حسناً ولا يفعل فتلك خطية له. منين ما يكون بإمكانك إنك تعمل الخير ولا تعمله فهذه خطية. مش بس الخطية إنك ترتكب شر … لأ. لما يكون بإمكانك تعمل خير وما تعملهوش دى تعتبر خطية.

+ والكتاب بيقول أيضاً: الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هى هذه أفتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم. إذن دى حاجة مكلّف بيها الكل.

+ وبيقول: من رد خاطئً عن طريق ضلاله ينقذ نفس من الموت يستر كثرة من الخطايا. فإنت شوف إيه اللى تقدر تعمله، ولابد أن تعمل شيئاً من أجل غيرك. لأن اللى بيعيش من أجل نفسه فقط لا يكون إنساناً روحياً. الإنسان الروحى لابد أن يعمل من أجل الغير … الإنسان الروحى لابد أن يعمل من أجل الغير، لابد أن يقدّم خدمة، بأية الصور ولأى أحد. لكن ما يخدمشى ويقول فيه خدّام فى الكنيسة لأ مش مظبوط … مش صح الكلام دا. فيه نوع من الناس نسميه الإنسان الخدوم … الإنسان الخدوم. يعنى إيه الإنسان الخدوم ؟ يعنى كل حد يقابله يقدم له معروف. تلاقيه خدوم فى البيت يساعد كل واحد فى البيت، تلاقيه خدوم فى مكان عمله أو مكان دراسته، تلاقيه خدوم حتى فى الشارع. تلاقيه خدوم فى النادى، تلاقيه خدوم فى الكنيسة. الخدمة بتجرى فى دمه لابد إنه يخدم. ليه بقى ؟ الخدمه تعبير عن الحب نحو الآخرين. ومفروض إن كل إنسان يتّصف بالحب نحو الآخرين فلابد كل إنسان يخدم. مش ضرورى إنك إنت تتكرّس للخدمة علشان تبقى خادم. أو تكون ليك وظيفة رسمية فى الكنيسة إنك خادم، لكن تستطيع إنك إنت تخدم بطرق كثيرة … تستطيع إنك إنت تخدم بطرق كثيرة. دا فيه ناس بيخدموا المجتمع كله، وفيه ناس بيخدموا على مستوى العالم، على مستوى الدول. يعنى جمعية زى جمعية الصليب الأحمر مثلاً بتخدم فى كل مكان، جمعية الهلال الأحمر بتخدم فى أى مكان. جمعية الإسعاف بتخدم فى أى مكان واسمها جمعيات يعنى مش هيئات رسمية دى جمعيات. فيه جمعيات للإغاثات الدولية تلاقى بلد من البلاد فيها مجاعه دول كثيرة تغطى المجاعة الموجودة. بلاد فيها فيضان مثلاً دول من العالم تغطى هذه النكبات … كوارث طبيعية. فإذا كان أهل العالم حتى غير المتدينين بيقوموا بخدمات على هذا المستوى فكم بالأولى أولاد الله لازم تكون ليهم خدمة … لازم. ولا تحيا لنفسك فقط. ودايما تسأل نفسك هذا السؤال ما نصيب الآخرين فى حياتى ؟ ما نصيب الآخرين فى حياتى ؟ ما الذى أفعله من أجل غيرى من الخير ؟ إيه الخير اللى تقدر تعمله من أجل غيرك ؟ السامرى الصالح ماشى فى الطريق حاجة عابرة لقى إنسان مجروح نزل وقام بالواجب وخده ووداه فندق يعتنوا بيه ودفع التكاليف وكله، دا إيه الخير بيجرى فى دمّه. منين ما تلاقى إنسان محتاج للإنقاذ ولا تنقذه ويكون بإمكانك إنك تعمل شئ لابد ضميرك يوبّخك، لأنك لازم تعمل حاجة من أجل غيرك، ولا تعش لنفسك فقط حياة أنانية مركزة حول الذات. خليك إنسان خدوم، تخدم كل من يقابلك. دا فيه ناس بيخدموا العالم عن طريق علمى، وفيه ناس بيخدموا فى المجال الصحى. أنا فاكر مرة واحد من الأطباء الجراحين بيستشيرنى فى مسألة الخدمة. قلت له اسمع أنا ها أقول لك على حاجة لو إنت دفعت عشور عملياتك يعنى كل 10 عمليات منهم عملية لربنا ما تاخدش فلوسها، كل 10 عمليات منهم عملية لربنا ما تاخدش فلوسها. مش ضرورى تتقيد بالعشور تخلّى فيه نصيب للمحتاجين ولغير القادرين بالنسبة لعملك اسمه بيخدم. هو ضرورى يقف يلقى درس فى مدارس أحد … بيخدم. مجرد إنك إنت توصّل العيان لشخص من هذا النوع يعالجه أهى خدمة. أنتوا فاكرين بس الخدمة إن واحد يدّى درس فى مدارس الأحد، أو يقف يُلقى عظة لأ فيه خدمات من أنواع كثيرة جداً. المهم أن يوجد فى حياتك عنصر البذل والعطاء لأجل الناس … لازم. عنصر البذل والعطاء لأجل الناس. إنك تعمل حاجة تساعد بيها غيرك.

+ فيه ناس بيخدموا فى الخدمة الاجتماعية وخدمة الفقراء يعنى. وفيه ناس بيخدموا فى الخدمة الاجتماعية ويزهقوا ويتضايقوا من الناس ويشخطوا فى الفقرا اللى بيجوا لهم ويعاملوهم معاملة سيئة لأن روح الخدمة مش موجودة فى قلبهم هما بيخدموا فى الخدمة الاجتماعية لكن ما عندهمش القلب الحنين العطوف المحب. ويقول لك دا نصّاب، ودا محتال، ودا مدّعى وألفاظ كثيرة والفقرا يبقوا مساكين مش لاقيين حد يعطف عليهم. أنا عايز روح الخدمة تكون موجودة فى قلبك. تحب الناس وتحاول أن تُعطى وتحاول أن تبذل، حتى الإنسان المحتال تحاول أن تحتمله وتنقذه من أحتياله.

فيه ناس بيهتموا بالصم والبكم أو بالمعوقين عموماً خدمة لطيفة جداً، إن شاء الله ها أبقى أرسم لهم قسيس ياخد أعترافاتـهم. لأن لما يروحوا يعترفوا بالإشارة على أى قسيس تانى مش ها يفهم حاجة والحِل بالإشارة برضه مش ها ينفع، يعنى واحد يفهمهم ويرشدهم … صم بكم أهى خدمة كويّسه. جايز البعض عايز يترسم قسيس للشعب العادى الذى يسمع ويفهم ويقرأ ويرى لكن برضه دول محتاجين … يعنى عايزة نوع من التخصص. نوع من إيه ؟ من التخصص.

خدمة المعوقين خدمة لطيفة وليها أنواع وأشكال. مين بيتخصص فيها ؟ أنا خايف لنكون كلنا فى إتجاه وفيه إتجاهات تانية نـهملها تماماً.

خدمة المكفوفين غير المبصرين يعنى. دا فيه ناس بيقوموا بخدمة متخصصة عجيبة جداً اللى هىّ خدمة المتخلفين عقلياً مش سهلة عايزه ناس يقدروا يتخصصوا فى هذا المجال علشان يقدروا يخدموهم.

+ فيه خدمة الملاجئ، فيه خدمة المسنين. فيه خدمة المغتربين والمغتربات. فيه خدمة المرضى، فيه خدمة السجون. أنواع كثيرة من أنواع الخدمات. أى نوع من الخدمة أنت تخش فيها هو كل خدمة وعظ وتعليم ؟ لأ فيه أنواع من الخدمة. فيه الخدمة اللى هى خدمة الرحمة والحنان أو خدمة الرعاية، خدمة الفتيات المنحرفات مثلاً أو خدمة المرتدين أنواع خدمات.

+ خدمة العائلات المختلفة مع بعضيها اللى بينتهى الإختلاف إلى الطلاق أحياناً أو إلى أكياس البلاستيك فى أحيان أخرى ـ طبعاً فاهمين ـ إحنا عايزين نلحق الأمور قبل ما تحصل.

+ فيه خدمة كانت تقوم بـها بعض النساء فى الكنيسة الأولى إنـهم كانوا بيتركوا بيوتـهم لربنا. يعنى أول كنيسة بيت مريم أم القديس مرقس الرسول سابت بيتها بقى كنيسة. بيت أكلا وبرسكلا سابوا بيتهم بقى كنيسة. بيت نمفاس، بيت ليديا بائعة الأرجوان، يعنى فيه بيوت سيدات كانوا بيتركوا بيوتـهم تبقى كنايس. عندنا بعض ناس يكون مثلاً راجل وامرأته ما بيخلفوش عيال وعندهم بيت فييجوا للكنيسة يقولوا نسيب لكم البيت يعنى بعد وفاتنا يبقى ملك للكنيسة. مرة جانى واحد من هذا النوع وقال لى أنا أسيب لكم بيتى ـ وعمل دى يعنى ـ دى يسموها فى القانون حق الرقبة، يعنى هو ياخد حق الإنتفاع وإحنا ناخد حق الرقبة، يعنى بعد ما يموت يبقى البيت بتاعنا. فقلت له إنت إنسان خيّر وأريدك إنك تتمتع بعمل الخير فى حياتك مش بس لما تموت ربنا يديك طول العمر لأنك إنت إنسان كويس. قال لى يعنى إيه ؟ قلت له أدينى حق الهواء. قال لى يعنى إيه الهواء ؟ يعنى بانى البيت دورين أبقى أنا آخد الهواء من فوق أبنى فقيه دور تالت أو دور رابع وبعدين نبقى نبنى فى البيت وتلاقى البيت استخدم للكنيسة وفى حياتك وتتمتع بالبيت فى حياتك. تنتظر لما تموت ؟! أهو ناس بيخدموا … ضرورى يخدم بعد ما يموت ما يخدم فى حياته (الخدمة وآثارها الروحية 24/06/1992).

تعهد الخادم

س: واحد بيقول أنا فى الخارج أتعرض علىّ أن أقول تعهد وأنا رفضت لأن قداستكم تكلمت فى محاضرة إله الضعفاء عن الذين يتعهدون وينذرون أنهم يكونوا واثقين بأنفسهم وعندما رفضت التعهد، أنا اترفدت. تعهد خادم التربية الكنسية فى الخدمات الكنسية الأخرى أتعهد أنا كذا المدعو للخدمة فى قطاع كذا بأن ألتزم بالإيمان المسيحى والعقيدة الأرثوذكسية ولا أحيد عن تعاليم الآباء ولا يكون لى أى فكر خاص فى التعليم يخالف وأن أواظب على كذا … ؟

ج: أنت تقول يعنى ما فيش مانع تمضى على هذا التعهد لأن إحنا برضه بنعمل تعهدات للرهبان الجداد، وبنعمل تعهدات للمكرسين. ممكن إن يضاف إلى هذا التعهد فى الآخر وأرجو إن الله يعطينى القوة بصلواتكم لأنفذ هذا التعهد. بس أبقى قول لى دا من كنيسة إيه وأنا ها أبقى أقول لهم يضيفوا العبارة ديا ودى تريّح ضميرك. وأطلب من الله ان يعطينى قوة بصلواتكم لكى أنفذ هذا التعهد. والعبارة دى بنقولها فى تعهد الأب القسيس الجديد بنقول كدا (مثل الخميرة 30/09/1998).

فيلم حدث فى تلك الليلة القصة الأولى الخادم والمدينة النورانية

الجرّاح والخدمة

دا فيه ناس بيخدموا العالم عن طريق علمى، وفيه ناس بيخدموا فى المجال الصحى. أنا فاكر مرة واحد من الأطباء الجراحين بيستشيرنى فى مسألة الخدمة. قلت له اسمع أنا ها أقول لك على حاجة لو إنت دفعت عشور عملياتك يعنى كل 10 عمليات منهم عمليه لربنا ما تاخدش فلوسها، كل 10 عمليات منهم عملية لربنا ما تاخدش فلوسها. مش ضرورى تتقيد بالعشور تخلّى فيه نصيب للمحتاجين ولغير القادرين بالنسبة لعملك اسمه بيخدم. هو ضرورى يقف يلقى درس فى مدارس أحد.. بيخدم. مجرد إنك إنت توصّل العيان لشخص من هذا النوع يعالجه أهى خدمة. أنتوا فاكرين بس الخدمة إن واحد يدّى درس فى مدارس الأحد، أو يقف يُلقى عظة لأ فيه خدمات من أنواع كثيرة جداً. المهم أن يوجد فى حياتك عنصر البذل والعطاء لأجل الناس.. لازم. عنصر البذل والعطاء لأجل الناس. إنك تعمل حاجة تساعد بيها غيرك (الخدمة وآثارها الروحية 24/06/1992).

نفسى أكون خادمة لكن …

س: واحدة باعته تقول صدّقنى يا سيدى نفسى أكون خادمة لكن أشعر إن كنيستنا مليئة بالخادمات فى سائر الخدمات ولا أرى داعى أن أكون خادمة. فكيف أخدم الله بأى شئ ما عدا بالقدوة والصلاة ؟

ج: مازالت كلمة السيد المسيح الحصاد كثير والفعله قليلون، أطلبوا إلى رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده. مهما كانت عندنا خدمات وخادمات مازلنا محتاجين إلى خدمة. فممكن إن إحنا نلاقى مجال كتير للخدمة فما تفتكريش الكنيسة مليانه بالخادمات، لو تحبى نشوف لك خدمة … دى نقطة.

تانى نقطة: اللى بيخدم بيستفيد هو شخصياً مش بس الخدمة بتستفيد أو ما بتستفيدش، هو نفسه بيستفيد. لأن الخدمة دى ممكن نعتبرها واسطة روحية بتنفع للناس.

والشخص اللى بيعيش فى الخدمة بيضطر يقرا الكتاب ويتأمل فيه ويحضّر درس روحى ويتأمل فى معانى روحية كل دا بيفيده. بيلاقى نفسه مضطر إنه يمشى صح علشان مش معقول يقول فضائل وما يمشيش فيها فبيعيش كويس ولو غصب عنه.

كمان اللى بيخدم بيعيش فى جو روحى جو الخدمة اللى فى الكنيسة جو روحى مع ناس كويسين ليهم مبادئ سليمة يؤمنوا بالروحيات، يؤمنوا بالبر، بالفضيلة. فيبقى جو كويس وإن هو نفسه يمشى كويس وإنه بيقرا وبيصلّى.

كمان بيستفيد حتى من العيال الصغيّرين ومن البساطة والبراءة بتاعتهم ويلاقى حاجة بتفكّره بربنا كل أسبوع. يعنى لو واحد ساب الخدمة جايز يسيب الكنيسة، لكن لما يلاقى حاجة بتفكّره بربنا كل أسبوع، دى بتفيده روحياً. فالخدمة مش بس علشان صالح الخدمة … علشان صالح الخادم نفسه (المثاليات فى حياة السيد المسيح ج1 10/11/1972، حياة التسليم 09/09/1977).

خدمة الحالات الميئوس منها

الناس اللى بيتبرعوا بدمهم ما خدمة، اللى بيتبرعوا بأعضاء من أعضاءهم ما هى خدمة. اللى بيهتموا بالحالات الميئوس منها  أهى خدمة. إيه رأيكم فى الأمراض المستعصية المعروف إن صاحبها ها يموت.. ها يموت ياريت توجد خدمة حد يقعد جنبه يسهّل له الأيام الأخيرة ويصلّح علاقته مع ربنا ويقوده لربنا قبل ما يموت من غير ما يقول له إنت ها تموت، يقول له ما يقولهوش يعنى دى حاجات إحنا ما نخشش فيها فيه حاجات بتبقى معروفة. قيادة الناس فى لحظاتـهم الأخيرة. كون إن واحد يقعد جنب عيان ويقول له كلمتين يقودوه لربنا والعيان بيكون مستعد يسمع. له أذنان للسمع لأنه بيطلب رحمة ربنا. مش بس العيان تفوت عليه وتدّى له صحبة ورد، أو تدّى له علبة شيكولاتة وبرضه كلمتين لطاف. ما قدرتش تقول كلمتين لطاف إدّى له إنجيل وقول له خليه تحت راسك تحب تقرا فيه أقرا فيه. إدّى له صورة دينية مؤثّرة وقول له خد بركة القديس بتاع الصورة ديا. يعنى حاول توصّل الناس لربنا بطريقة سهلة (الخدمة وآثارها الروحية 24/06/1992).